صفحه ۶۴۰

المتعلق بها العام البلوی و هو الاقتناء. و أما نفس الایجاد فهو عمل مختص بالنقاش. ألا تری أنه لو سئل عن الخمر فأجاب بالحرمة، أو عن العصیر فأجاب بالاباحة انصرف الذهن الی شربهما دون صنعتهما. بل ما نحن فیه أولی بالانصراف لان صنعة العصیر و الخمر یقع من کل أحد بخلاف صنعة التماثیل.

و بما تقدم من الحصر فی قوله (ع) فی روایة تحف العقول: "انما حرم الله الصناعة التی یجئ منها الفساد محضا و لا یکون منه و فیه شئ من وجوه الصلاح ." |1| فان ظاهره أن کل ما یحرم صنعته و منها التصاویر یجئ منها الفساد محضا فیحرم جمیع التقلب فیه بمقتضی ما ذکر فی الروایة بعد هذه الفقرة .
الصور أمر تخصصی یختص بالنقاشین و یبعد سؤال السائل عن العمل الخارج عن ابتلاء نفسه و أمثاله.

و ان شئت قلت: ان مورد السؤال لیس هو عمل التصویر بما أنه فعل المصور بل عنوان التماثیل، و هی ظاهرة فی التماثیل الموجودة فی الخارج، فیجب أن یحمل السؤال علی الافعال المناسبة لها بعد ما وجدت من قبیل الاقتناء و التزین بها و البیع و الشراء و سائر التصرفات کما أن السؤال عن سائر الذوات الخارجیة تحمل علی الافعال المناسبة لها.

|1| الامر الثالث: ما تقدم من الحصر فی روایة تحف العقول: "انما حرم الله الصناعة التی حرام هی کلها التی یجئ منها الفساد محضا نظیر البرابط و المزامیر... و ما یکون منه و فیه الفساد محضا، و لا یکون فیه و لا منه شئ من وجوه الصلاح فحرام تعلیمه و تعلمه و العمل به و أخذ الاجر علیه و جمیع التقلب فیه من جمیع وجوه الحرکات کلها."تحف العقول / 335.

ناوبری کتاب