صفحه ۵۷۴

و قوله (ع) - فی عدة أخبار - : "من صور صورة کلفه الله یوم القیامة أن ینفخ فیها و لیس بنافخ." |1|
أبو الخطاب: أنه سمع من العرب من یقول فی النسبة الی الملائکة و الجن: روحانی بضم الراء، و الجمع روحانیون. و زعم أبوعبیدة : أن العرب تقوله لکل شئ فیه روح ."الصحاح للجوهری ‏367/1.

و علی هذا فالمتبادر من الروایة المنع عن تصویر أمثال الجن و الملائکة و القوات الغیبیة بصور خیالیة . و قد شاع فی جمیع الاعصار تصویر الملائکة و القدیسین الذین غلبت علیهم الجهات الروحیة ولو عند بعض الطوائف. و الظاهر أن تصویرهم فی الاعصار السابقة کان غالبا بداعی التقدیس و التبرک بهم و صارت عندهم - بمرور الزمان - من هیاکل العبادة .

و کیف کان فالاستدلال بالروایة - علی فرض صحتها - لحرمة تصویر کل ما فیه روح ولو أمثال الحیوانات الخبیثة و الحشرات مشکل جدا.

نعم یمکن الاستدلال بها علی حرمة تصویر الملائکة و القدیسین و لاسیما اذا وقعت معرضا للتقدیس و العبادة و لاسیما و أن الظاهر من الروایة تقسیم الصناعات الی ما فیه الصلاح محضا أو الفساد محضا أو ما یوجد فیه الجهتان معا، و صرحت بأن الحرام منها ما یجئ منها الفساد محضا کآلات القمار و اللهو و الصلبان و الاصنام و أمثال ذلک مما یکون منه و فیه الفساد محضا و لا یکون منه و لا فیه شئ من وجوه الصلاح . و مجرد التصویر بما هو تصویر لم یثبت کونه مما فیه الفساد محضا.

|1| الدلیل الخامس: الاخبار التی تضمنت أن المصور للصور یکلف یوم القیامة بنفخ الروح فیها.

و الظاهر أن نقل هذا المضمون مستفیض فی أخبار الفریقین، بل یمکن القول بتواتره اجمالا بمعنی العلم اجمالا بصدور بعضها و لا أقل من الاطمینان و الوثوق

ناوبری کتاب