مضافا الی استقرار السیرة الی عصر المعصومین (ع) علی تصویر الاشجار و الاوراد و الجبال و البحار و الشطوط و الانهار و سائر المناظر الحسنة المبهجة و لاسیما بنحو النقش علی الاوراق و الفروش و الثیاب، و قد شاع فی جمیع الاعصار أیضا فی مرحلة التعلیم و التعلم نقش الاشیاء الطبیعیة لتفهیم المتعلمین.
و علی هذا فتحمل اطلاقات الفتاوی و کذا الاخبار علی خصوص ما کان محطا للنظر عند الفقهاء من الفریقین أعنی صور ذوات الارواح فقط، و هی التی کانت فی جمیع الاعصار معرضا للتقدیس و العبادة عند بعض الفرق و ناسبت لذلک النهی عنها و حذفها عن مظاهر حیاة البشر.
و علی هذا فما یوجد من الاخبار المطلقة فی هذا الباب یجب رفع الید عن اطلاقها و حملها علی خصوص ذوات الارواح . و انما الذی یجب البحث فیه هو أنه هل تختص الحرمة علی القول بها بخصوص المجسم من ذوات الارواح و هی التی کانت معرضا لتقدیس الامم و العبادة لها أو تعم المنقوش منها أیضا؟
و بالجملة فالاخبار فی المقام علی ثلاث طوائف:
الاولی: ما تکون ظاهرة فی حرمة التماثیل و التصاویر مطلقا.
الثانیة : ما تکون ظاهرة فی حرمة خصوص ما لذوات الارواح فقط و لا تعم غیرها.
الثالثة : ما تدل علی عدم حرمة ما لغیر ذوات الارواح و ان دل بعضها علی نحو تزهید و تنزیه منها أیضا و لاسیما فی الصلاة .
و مقتضی الجمع بین الطوائف الثلاث تخصیص الحرمة - علی القول بها - بذوات الارواح اما مطلقا أو خصوص المجسم منها. هذا.