صفحه ۵۴۹

..........................................................................................

و أما التصویر و التمثال فهل یعمان المنقوش و المجسم أو ینصرفان الی خصوص المجسم و ان جاز استعمالهما فی المنقوش أیضا مسامحة ؟ وجهان. فلنذکر بعض کلمات أهل اللغة فی معناهما:

1 - قال الخلیل بن أحمد فی العین فی لغة مثل: "و المثل: شبه الشئ فی المثال و القدر و نحوه حتی فی المعنی. و یقال: ما لهذا مثیل...و المثول: الانتصاب قائما... و التمثیل: تصویر الشئ کأنه تنظر الیه. و التمثال: اسم للشئ الممثل المصور علی خلقة غیره."العین ‏228/8.

أقول: ظاهر کلامه أن لهذه المادة معنیین: الاول: الشبه أعنی شباهة شئ بشئ. الثانی: الانتصاب قائما.

و ظهور الثانی فی خصوص المجسم ظاهر. و هل یمکن جعل المعنی الثانی قرینة علی اشراب التجسم فی المعنی الاول أیضا؟ مشکل، الا أن یقال: ان المتبادر من مماثلة شئ لشئ و مشابهته به مماثلته له من کل جهة، و صورة الشئ المجسم لا تکون شبیهة به من کل جهة الا اذا کانت جسما مثله.

2 - و قال الراغب فی المفردات: "أصل المثول: الانتصاب. و الممثل: المصور علی مثال غیره. یقال: مثل الشئ أی انتصب و تصور، و منه قوله (ص): "من أحب أن یمثل له الرجال فلیتبوأ مقعده من النار." و التمثال: الشئ المصور، و تمثل کذا: تصور، قال الله - تعالی - : (فتمثل لها بشرا سویا) المفردات / 482..

أقول: ظاهره ارجاع المعنیین الی معنی واحد و اشراب التجسم فیه.

3 - و فی نهایة ابن الاثیر فی لغة مثل: "فیه: "من سره أن یمثل له الناس قیاما فلیتبوأ مقعده من النار." أی یقومون له قیاما و هو جالس. یقال: مثل الرجل یمثل مثولا: اذا انتصب قائما... و فیه: "أشد الناس عذابا ممثل من الممثلین" أی

ناوبری کتاب