صفحه ۵۴۵

..........................................................................................
و الموضوع: أن المراد بالتماثیل و الصور فیها هی تماثیل الاصنام التی کانت مورد العبادة، کقوله (ع): "من جدد قبرا أو مثل مثالا فقد خرج من الاسلام."الوسائل ‏562/3، الباب 3 من أبواب أحکام المساکن، الحدیث 10. و قوله (ع): "من صور التماثیل فقد ضاد الله."مستدرک الوسائل ‏457/2، الباب 75 من أبواب ما یکتسب به، الحدیث 3. و قوله (ص): "أشد الناس عذابا یوم القیامة رجل قتل نبیا أو قتله نبی، و رجل یضل الناس بغیر علم أو مصور یصور التماثیل."مستدرک الوسائل ‏457/2، الحدیث 4. و قوله (ع): "ان من أشد الناس عذابا عند الله یوم القیامة المصورون."سنن البیهقی ‏268/7، کتاب الصداق، باب التشدید فی المنع من التصویر. و أمثالها.

فان تلک التوعیدات و التشدیدات لا تناسب مطلق عمل المجسمة أو تنقیش الصور، ضرورة أن عملها لا یکون أعظم من قتل النفس المحترمة أو الزنا أو اللواطة أو شرب الخمر أو غیرها من الکبائر.

و الظاهر أن المراد منها تصویر التماثیل التی هم لها عاکفون، مع احتمال آخر فی الاخیرة و هو أن المراد بالمصورون: القائلون بالصورة و التخطیط فی الله - تعالی -، کما هو مذهب معروف فی ذلک العصر.

و المظنون الموافق للاعتبار و طباع الناس: أن جمعا من الاعراب بعد هدم أساس کفرهم و کسر أصنامهم بید رسول الله (ص) و أمره کانت علقتهم بتلک الصور و التماثیل باقیة فی سر قلوبهم، فصنعوا أمثالها حفظا لاثار أسلافهم و حبا لبقائها، کما نری حتی الیوم علاقة جمع بحفظ آثار المجوسیة و عبدة النیران فی هذه البلاد، حفظا لاثار أجدادهم، فنهی النبی (ص) عنه بتلک التشدیدات و التوعیدات التی لا تناسب الا الکفار و من یتلو تلوهم، قمعا لاساس الکفر و مادة الزندقة، و دفعا عن حوزة التوحید. و علیه تکون تلک الروایات ظاهرة أو منصرفة الی ما ذکر."المکاسب المحرمة ‏169/1 (= ط. الجدیدة ‏257/1).

ناوبری کتاب