التعرض لمقدمات البحث
و قبل الورود فی بیان الادلة نتعرض لمقدمات لابد منها:
المقدمة الاولی: قد وقع البحث عن التصاویر و التماثیل - مضافا الی باب المکاسب المحرمة - فی أبواب لباس المصلی و مکانه، و أحکام المساجد و المساکن، و الزی و التجمل، و ولیمة النکاح، فتعرضوا لحکم الصلاة فی ثوب فیه تماثیل، أو خاتم فیه تماثیل، أو بیت فیه تماثیل، أو مع دراهم فیها تماثیل، أو علی بساط یکون علیه تماثیل، أو الجلوس علی ذلک البساط، أو تزیین المساجد أو البیوت أو السقوف بالتصاویر، أو یلبس لباسا فیه تصاویر، أو یدخل فی ولیمة فیها صور و تماثیل، الی غیر ذلک من المسائل المطروحة فی الاخبار و الفتاوی.
و المستفاد من أکثر الاخبار الواردة فی الابواب المختلفة عدم وجوب افناء الصور و التماثیل بعد ما وجدت، و ان وقع النهی عن الاستقبال الیها أو الانتفاع بها بنحو یشعر بتعظیمها علی نحو ما کان یصنعه الاعاجم، بخلاف ما اذا جعلها تحته و وطأها بأقدامه، و علی هذا فلیس وزان التماثیل بما هی تماثیل وزان الاصنام التی لا یجوز ابقاؤها بل یجب افناؤها، اللهم الا أن تنقلب التصاویر أصناما معرضا للعبادة و التقدیس فیجب افناؤها حینئذ، فراجع الوسائل و المبسوط.الوسائل 317/3، 461، 493 و 560، الابواب 45 من أبواب لباس المصلی، 32 من أبواب مکان المصلی، 15 من أبواب أحکام المساجد، و 3 من أبواب أحکام المساکن، 219/12، الباب 94 من أبواب ما یکتسب به؛ و المبسوط 323/4.
المقدمة الثانیة : لا یخفی أن التصویر و لاسیما المجسم منه لیس أمرا حادثا فی الاعصار الاخیرة، بل له سابقة تاریخیة تقارب عصر تکون الانسان، و یشهد بذلک الایات و الروایات المتعرضة لانواع الاصنام و عبدتها، و الحفریات و الاکتشافات الواقعة فی آثار الامم البائدة، حیث یعثر فیها علی أصنام لهم مصنوعة