صفحه ۵۲۶

و یمکن أن یستدل علیه بما سیجئ من عمومات حرمة اللهو و الباطل، و ما دل علی حرمة الفحشاء، و منافاته للعفاف المأخوذ فی العدالة . |1|

و ملخص الکلام أن حرمة العناوین الثلاثة المذکورة لا اشکال فیها و لکن لا توجب ذلک حرمة عنوان التشبیب بالمعنی المصطلح و القیود المذکورة فی کلماتهم، و الاحکام تابعة لعناوین موضوعاتها المذکورة فی الادلة و لا یسری حکم عنوان الی عنوان آخر و ان تلازما خارجا فضلا عن عدم التلازم فی المقام.

|1| الوجه الرابع: عمومات حرمة اللهو و الباطل، و سیجئ من المصنف التعرض لها فی مبحث الغناء، و التشبیب من مصادیقهما.

و فیه أولا: أن النسبة بین التشبیب و بین الباطل عموم من وجه، اذ قد یتعلق بالتشبیب غرض عقلائی، و یکون الکلام أیضا مشتملا علی مطالب عالیة و لطائف راقیة، فلا یکون باطلا لا بالذات و لا بحسب الغایة المقصودة .

و ثانیا: نمنع حرمة اللهو و الباطل بنحو الاطلاق، اذ فسر اللهو بما ألهی و شغل الانسان عن ذکر الله و عن الامور النافعة . و جمیع المشاغل و الاعمال الدنیویة تلهی عن ذکر الله و عن ذکر القیامة و تبعاتها. و فی الکتاب العزیز أطلق علی الحیاة الدنیا اللهو، قال الله - تعالی - فی سورة العنکبوت: (و ما هذه الحیوة الدنیا الا لهو و لعب) سورة العنکبوت (29)، الایة 64.، فهل یکون جمیع هذه حراما؟

و الظاهر أن المحرم من اللهو ما یخرج به الانسان عن الاستقامة و الاعتدال و یؤثر فی عقله و احساساته نحو ما یؤثر الخمر فیها کما حقق فی محله. و الباطل فی مقابل الحق، و کل شئ ما خلا الله باطل فلا یکون کل باطل حراما.

و ثالثا: لو سلم حرمتهما بنحو الاطلاق فحکم کل عنوان ثابت لنفسه و لا یسری الی عنوان آخر و ان فرض ملازمته له خارجا کما مر.

ناوبری کتاب