صفحه ۵۲۴

و الانصاف أن هذه الوجوه لا تنهض لاثبات التحریم |1| مع کونها أخص من المدعی، اذ قد لا یتحقق شئ من المذکورات فی التشبیب، بل و أعم منه من وجه، فان التشبیب بالزوجة قد توجب أکثر المذکورات.
زینتهن، الی غیر ذلک من المحرمات و المکروهات التی یعلم منها حرمة ذکر المراءة المعینة المحترمة بما یهیج الشهوة علیها خصوصا ذات البعل التی لم یرض الشارع بتعریضها للنکاح بقول: "رب راغب فیک".

|1|فی حاشیة المحقق الایروانی: "لیت شعری أی شئ تنهض لو لم تنهض هذه الوجوه ؟ و أی شئ منها محل للخدش فیه ؟ و العجب أنه عدل عن هذه الوجوه الی وجوه أخری فی غایة الضعف، نعم المناقشة فی عموم هذه الوجوه فی محلها..."حاشیة المکاسب / 20، ذیل قول المصنف: لا تنهض لاثبات التحریم.

أقول: ما ذکره صحیح، لوضوح حرمة العناوین الثلاثة المذکورة، غایة الامر عدم الملازمة بینها و بین التشبیب، اذ بینهما عموم من وجه، و لعل المصنف أراد هذا، فیکون قوله: "مع کونها أخص من المدعی" لبیان عدم نهوضها لا اشکالا آخر.

و بعد ما أشرنا الی الوجوه التی استدلوا بها لحرمة التشبیب بالمعنی المذکور و القیود المذکورة فی کلماتهم أعنی ذکر محاسن المراءة المؤمنة المحترمة الاجنبیة بالشعر نتعرض لهذه الوجوه بالتفصیل مع الاشارة الی ما فیها، فنقول:

الوجه الاول: کونه هتکا لها و لاهلها.

و فیه أولا: أن هتکها و ان کان حراما عقلا و نقلا لکنها لا تختص بالشعر و لا بالمؤمنة الاجنبیة، لحرمة هتک کل مسلم و مسلمة، بل کل ذمی و ذمیة أیضا ولو کانت المشبب بها زوجة أو أمة له، سواء کان بانشاء الشعر أو انشاده أو بالنثر.

ناوبری کتاب