صفحه ۵۱۱

..........................................................................................

و فی مصباح الفقاهة بعد التعرض لهاتین الروایتین قال ما ملخصه: "لیس المراد من التشبه فی الروایتین مجرد لبس کل من الرجل و المراءة لباس الاخر، و الا لحرم لبس أحد الزوجین لباس الاخر لبعض الدواعی کبرد و نحوه. بل الظاهر من التشبه فی اللباس المذکور فی الروایتین هو أن یتزیا کل من الرجل و المراءة بزی الاخر، کالمطربات اللاتی أخذن زی الرجال، و المطربین الذین أخذوا زی النساء، و من البدیهی أنه من المحرمات بل من أخبث الخبائث و أکبر الکبائر، و قد تجلی مما ذکرناه أنه لا شک فی جواز لبس الرجل لباس المراءة لاظهار الحزن و تجسم قضیة الطف و اقامة التعزیة لسید شباب أهل الجنة . و قد علم مما تقدم أیضا أنه لا وجه لاعتبار القصد فی مفهوم التشبه و صدقه، بل المناط فی صدقه وقوع وجه الشبه فی الخارج مع العلم و الالتفات، علی أنه قد أطلق التشبه فی الاخبار علی جر الثوب و التخنث و المساحقة مع أنه لا یصدر شئ منها بقصد التشبه. و دعوی أن التشبه من التفعل الذی لا یتحقق الا بالقصد دعوی جزافیة ."مصباح الفقاهة ‏210/1، فی النوع الرابع مما یحرم الاکتساب به.

أقول: ما ذکره من عدم حرمة اللبس الموقت لبعض الدواعی العقلائیة أمر صحیح کما مر منا أیضا، و کذا ما ذکره أخیرا من عدم اعتبار القصد فی مفهوم التشبه، بل الظاهر عدم اعتبار العلم و الالتفات فیه أیضا الا فی تنجز التکلیف المتعلق به.

و أما تمثیله بعمل المطربین و المطربات فیرد علیه أن محل البحث تزیی کل من الجنسین بزی الاخر فی اللباس و التجملات، و هذا أمر غیر عمل الاطراب المحرم قطعا، فلا وجه لخلط المسألتین.

ناوبری کتاب