و أما الثالث: فلا یمکن أخذه، اذ لا جامع بین التشبه فی اللباس و التشبه فی الطبیعة .
فیتعین الثانی، و یکون المراد من تشبه أحدهما بالاخر تأنث الرجل باللواط و تذکر المراءة بالسحق، و هو الظاهر من لفظ التشبه فی المقام. و یؤید ذلک تطبیق الامام (ع) النبوی علی المخنثین و المساحقات فی جملة من الروایات الواردة من طرق الخاصة و العامة .
و قد اتضح بذلک بطلان ما ادعاه المحقق الایروانی من أن اطلاق التشبه یشمل التشبه فی کل شئ، و کذلک ما فی حاشیة السید "ره" من عدم اختصاص النبوی بالتشبه فی التأنث و التذکر لامکان شموله للتشبه فی اللباس أیضا."مصباح الفقاهة 208/1، فی النوع الرابع مما یحرم الاکتساب به. انتهی ما فی المصباح ملخصا.
أقول: ظهور بعض الاخبار فی الانحراف الجنسی، أعنی اللواط و المساحقة واضح، و لکن یمکن أن یکون ذکره فیها من جهة کونه من أظهر مصادیق التأنث و التذکر، و الا فلیس فی مفاهیم التأنث و التذکر و تشبه أحدهما بالاخر دلالة علی خصوص الرابطة الجنسیة، لصدق هذه العناوین علی تزیی أحدهما بزی الاخر فی اللباس و الزینة و الاداب و وروده بهذه الهیاءة فی المجتمعات و ان لم یکن من أهل اللواط أو المساحقة، فقوله (ع) فی روایة الخصال السابقة : "لا یجوز للمراءة أن تتشبه بالرجل لان رسول الله (ص) لعن المتشبهین من الرجال بالنساء و المتشبهات من النساء بالرجال"الخصال / 587، الحدیث 12 من أبواب السبعین و ما فوقه. و المتن أثبتناه من المستدرک 108/1. لا یراد به نهی المراءة عن خصوص المساحقة بل عن تزییها بزی الرجال فی اللباس و الزینة کما هو واضح .
.jpg)
