صفحه ۴۳۱

و هو الظاهر من التأمل فی الاخبار أیضا، مثل ما دل علی تحریم بیع ما یحرم منفعته الغالبة مع اشتماله علی منفعة نادرة محللة مثل قوله (ع): "لعن الله الیهود حرمت علیهم الشحوم فباعوها و أکلوا ثمنها." |1| بناء علی أن للشحوم منفعة نادرة محللة علی الیهود، لان ظاهر تحریمها علیهم تحریم أکلها أو سائر منافعها المتعارفة . فلولا أن النادر فی نظر الشارع کالمعدوم لم یکن وجه للمنع عن البیع، کما لم یمنع الشارع عن بیع ما له منفعة محللة مساویة للمحرمة فی التعارف و الاعتداد.
لذلک بعنوان المثال کانت مما یحرم أکلها عندنا و لم یکن لها فی تلک الاعصار منفعة محللة غیر الاکل توجب الرغبة فی اشترائها، فلاجل ذلک حکموا بحرمة التجارة علیها و استثنوا منها ما کان ینتفع بها للصید و نحوه کالفهود و البزاة و سباع الطیر فی عبارة المقنعة و الفهود و الهر فی عبارة النهایة . و ذکر هذه الحیوانات فی الکتب المعدة لنقل المسائل المأثورة کان بلحاظ کون حرمة لحمها مأثورة لا حرمة التجارة علیها، فراجع ما حررناه فی ذیل ما حکیناه من کلمات الاصحاب فی المسألة .

|1|فی المستدرک عن عوالی اللالی عن النبی (ص) قال: "لعن الله الیهود حرمت علیهم الشحوم فباعوها و أکلوا ثمنها، و ان الله - تعالی - اذا حرم علی قوم أکل شئ حرم علیهم ثمنه." قال: و رواه فی الدعائم عنه (ص) الی قوله: "و أکلوا"، و فیه موضع ثمنها: "أثمانها."مستدرک الوسائل ‏427/2، الباب 6 من أبواب ما یکتسب به، الحدیث 8؛ و عوالی اللالی ‏181/1، الحدیث 240؛ و الدعائم ‏122/1.

أقول: و الروایة عامیة رواها أرباب السنن و المسانید منهم عن ابن عباس عن النبی (ص)، و فی أکثر النقول کلمة الاکل:

ناوبری کتاب