فالظاهر صحة ما فی المتن من نسبة التقیید الی المشهور، و کان الاستاذ "ره" یقول بحجیة الشهرة فی المسائل المأثورة . و ما فی بعض الکلمات من منع الشهرة فی المقام ناش من عدم مراجعة کلمات الاصحاب.
نعم، ذکر فی بعض العبارات الاستصباح بنحو الاطلاق و منها کلام الشیخ فی أطعمة الخلاف (المسألة 19)، قال: "اذا ماتت الفأرة فی سمن أو زیت أو شیرج أو بزر نجس کله و جاز الاستصباح به، و لا یجوز أکله و لا الانتفاع به لغیر الاستصباح، و به قال الشافعی. و قال قوم من أصحاب الحدیث: لا ینتفع به بحال لا بالاستصباح و لا غیره بل یراق کالخمر. و قال أبوحنیفة : یستصبح به و یباع أیضا للاستصباح ..."الخلاف /6... (= ط. أخری 269/3)، کتاب الاطعمة .
و قد مر منه فی أطعمة المبسوطالمبسوط 283/6، کتاب الاطعمة، حکم... الاستصباح بالزیت النجس. أیضا منع التقیید و النجاسة معا و اختار الکراهة .
فهو بنفسه خالف ما أفتی به هو فی النهایة و شیخه فی المقنعة من التقیید، مع تصریحه فی أول المبسوط بتألیفه النهایة لذکر خصوص المسائل الاصلیة المأثورة .
و بالجملة فالمشهور بین الاصحاب هو التقیید و ان کانت المسألة خلافیة .
و أما أخبار المسألة المرویة بطرق الفریقین کما مرت - علی کثرتها و ورودها فی مقام البیان - فهی ساکتة عن هذا القید - کما فی کلام المصنف - و لا دلیل علی تقییدها عدا مرسلة الشیخ فی المبسوط المدعی انجبارها بالشهرة المحققة و عدم الخلاف الذی مر عن السرائر. فالمسألة فی غایة الاشکال.