صفحه ۳۴

و فیه - مع أن وجوب الاعلام علی القول به لیس مختصا بالمعاوضات، بل یشمل مثل الاباحة و الهبة من المجانیات - أن کون النجاسة عیبا لیس الا لکونه منکرا واقعیا و قبیحا، فان ثبت ذلک حرم الالقاء فیه مع قطع النظر عن مسألة وجوب اظهار العیب و الا لم یکن عیبا، فتأمل.
الدهن المتنجس مع جهله بنجاسته و مزجه بدهنه الطاهر ثم اطلع علیها، و لعله لذلک أمر بالتأمل. و الذی یسهل الخطب أنه لا دلیل علی وجوب اظهار العیب الخفی فی المعاملات، و انما الحرام هو غش المؤمن فیها. و من المعلوم أن رفع الغش لا ینحصر باظهار العیب الخفی بل یحصل بالتبری عن العیوب أو باشتراط عدم صرفه فیما هو مشروط بالطهارة ."مصباح الفقاهة ‏123/1.

أقول: یمکن أن یقال أولا: ان العیب عبارة عن نقص فی الشئ بحسب ما یقتضیه طبعه، فان کانت النجاسة أمرا واقعیا و خباثة ذاتیة صح عدها من عیوب الذوات الطاهرة کالدهن و نحوه بخلاف ما اذا کانت من الامور الاعتباریة المحضة، اللهم الا أن یقال: ان ملاک العیب موجود فیها و ان لم تکن منه.

و ثانیا: ان ظاهر أخبار الباب وجوب الاعلام للمشتری مطلقا و ان لم یجب اظهار العیوب فی المعاملات، و حکمته المنع من التسبیب الی الحرام و القاء المشتری فی مفسدته الملزمة بأکله أو شربه، و مجرد التبری من العیوب لا یکفی فی زجر المشتری عن أکله.

ناوبری کتاب