صفحه ۳۲۵

..........................................................................................
عدم حرمته و عدم کونه معصیة، کما اذا أوقد نارا فی المثال أو اشتری فحما أو حطبا أو سافر الی بلدة فیها من نهی من قتله أو فیها فاحشة أو خمر من غیر أن یرید التوصل بها الی الحرام. و ان قصد من فعله التوصل الی المحرم کأن یسافر الی البلدة المذکورة لاجل قتل الرجل أو شرب الخمر و نحوهما فالظاهر کون هذا الفعل معصیة و حراما، فلو سافر بهذا القصد و حصل له مانع عن فعل أصل المحرم و لم یفعله یکون آثما بأصل المسافرة عاصیا به مستحقا للعقاب لاجله، بل لو فعل المحرم یکون له العقاب و الاثم لاجلهما. و یتفرع علیه أیضا حرمة المعاونة علی هذه المقدمة اذا فعلت بقصد التوصل و ان لم یعلم أنه یحصل له التوصل و یتم ما قصده و أراده..."عوائد الایام / 25، العائدة السادسة . هذا.

و المصنف ناقش فی ذلک، و قد مر منا أیضا أن المحرم شرعا لیس الا ما اشتمل علی المفسدة و تعلق به النهی المولوی النفسی دون مقدماته. فکما لا وجوب لمقدمة الواجب وجوبا شرعیا و ان أمر به ارشادا کما فی قوله: "ادخل السوق و اشتر اللحم" کذلک لا حرمة لمقدمة الحرام أیضا و ان کانت سببیة و تعلق بها النهی صورة .

نعم لا نأبی عن تعلق النهی المولوی بها فی بعض الموارد سیاسة و احتیاطا علی ما قیل فی غرس العنب للخمر و کتابة الربا و الشهادة علیه و نحو ذلک . کما لا ننکر کون الاتیان بها بقصد التوصل الی الحرام مبغوضا من باب التجری. و لکن هذا غیر عنوان العصیان المنتزع عن مخالفة الامر و النهی المولویین فی قبال عنوان الاطاعة المنتزع عن موافقتهما. و الالتزام باستحقاق عقوبات کثیرة فی ارتکاب حرام واحد مشتمل علی مقدمات کثیرة أتی بها بقصده عجیب.

ناوبری کتاب