صفحه ۲۴۳

سفینته أو دابته لمن یحمل فیها أو علیها الخمر و الخنازیر، قال: "لا بأس." |1|

و لکنها محمولة علی ما اذا اتفق الحمل من دون أن یؤخذ رکنا أو شرطا فی العقد. بناء علی أن خبر جابر نص فیما نحن فیه و ظاهر فی هذا عکس الصحیحة فیطرح ظاهر کل بنص الاخر، فتأمل.

|1|راجع الوسائل، کتاب التجارة .الوسائل ‏126/12، الباب 39 من أبواب ما یکتسب به، الحدیث 2.

أقول: الروایة صحیحة أو حسنة، و مضمونها مطابق للقاعدة لما مر آنفا من أن الملاک فی صحة العقد و فساده ما هو مفاده، أو ما وقع العقد مبنیا علیه دون الدواعی المقارنة، أو ما یقع خارجا بعد وقوعه بنحو الاطلاق. و الاصحاب أفتوا بصحة بیع العنب ممن یعلم أنه یجعله خمرا بلا قصد لذلک، و ورد بذلک روایات مستفیضة کما یأتی و حملوا أخبار المنع علی الکراهة، و لا فرق فی هذا الباب بین البیع و الاجارة .

ولو سلم صدق الاعانة علی الاثم مع القصد المقارن أو مع العلم مطلقا - کما قیل - و قلنا بحرمة المعاملة لذلک فلا یوجب ذلک فسادها و لا حرمة الاجرة، لما مر من أن النهی لم یتعلق بعنوان المعاملة بذاتها بل بعنوان عام وراء ذاتها، غایة الامر انطباقه علیها فی بعض الاحیان فتحرم تکلیفا بما هی اعانة . هذا و لکن الظاهر من قوله: "لا بأس" عدم البأس وضعا و تکلیفا.

و سیأتی تفصیل بحث الاعانة فی ذیل المسألة الثالثة .

و المصنف جمع بین الروایتین بحمل روایة جابر علی صورة الاشتراط، و الصحیحة علی ما اذا اتفق الحمل خارجا، و قال: ان خبر جابر نص فیما نحن فیه و ظاهر فی صورة الاتفاق عکس الصحیحة فیطرح ظاهر کل بنص الاخر.

ناوبری کتاب