صفحه ۲۱۷

و هذا بخلاف ما تقدم من الالات، |1| فان البیع الواقع علیها لا یمکن تصحیحه بامضائه من جهة المادة فقط و استرداد ما قابل الهیئة من الثمن المدفوع، کما لو جمع بین الخل و الخمر لان کل جزء من الخل أو الخمر مال لابد أن یقابل فی المعاوضة بجزء من المال، ففساد المعاملة باعتباره یوجب فساد مقابله من المال لا غیر. بخلاف المادة و الهیئة فان الهیئة من قبیل القید للمادة جزء عقلی لا خارجی تقابل بمال علی حدة . ففساد المعاملة باعتباره فساد لمعاملة المادة حقیقة . و هذا الکلام مطرد فی کل قید فاسد بذل الثمن الخاص لداعی وجوده.

نعم لو کان التخلف فی غیر المقومات بل فی الاوصاف الکمالیة فقط، صح ما ذکره من الصحة و ثبوت خیار العیب أو التدلیس، و لعله أشار الی ما ذکرنا أو بعضه بقوله: فتامل.

|1| أقول: ظاهر کلامه - قدس سره - الفرق بین بیع آلات القمار و نحوه، و بیع الدراهم المغشوشة، بدعوی أن المبیع فی الالات هی المادة المتهیئة بالهیئة الکذائیة و هما متحدتان وجودا، فالمبیع شئ واحد و ان تکثر بالتحلیل العقلی، فلو فرض أن للمادة فیها قیمة، لا تتبعض المعاملة و الثمن علیهما نحو ما تتبعضان فی بیع ما یملک و ما لا یملک کالخل و الخمر، و هذا بخلاف الدراهم فان للمادة فیها مالیة، فیمکن أن تصح المعاملة بالنسبة الیها.

و هذا علی فرض ارادة المصنف ایاه عجیب، اذ ما ذکره من الفرق بین بیع الالات و بیع الخل و الخمر و أن الثمن یتقسط فی الثانی دون الاول أمر صحیح . و لکن وزان الدراهم أیضا وزان الالات، اذ المفروض وقوع المعاملة علی الدرهم مثمنا أو ثمنا لا علی الفضة مثلا. و کما أن قوام آلات القمار بهیئتها و یتحد المادة و الهیئة فیها وجودا فکذلک الکلام فی الدراهم، حیث ان قوامها بسکتها الرائجة،

ناوبری کتاب