قال ابن الاثیر فی النهایة : "العزف: اللعب بالمعازف و هی الدفوف و غیرها مما یضرب، و قیل: ان کل لعب عزف."النهایة لابن الاثیر 230/3.
أقول: أصل العزف: الصوت، فیراد بالمعازف: الالات التی توجد فیها أو بها الاصوات المطربة . هذا.
و قد یناقش فی الاجماع المذکور بأنه محتمل المدرکیة، و فی الاخبار المذکورة بأنها ضعاف لا یعتمد علیها.
و لکن لا یخفی أن الاخبار قد تواترت من طرق الفریقین علی حرمة الانتفاع بالملاهی و المعازف و النهی عن حضورها و الاستماع الیها، و أنه من الکبائر، و أن جعل الملاهی و المعازف من عمل الشیطان، و أن ضربها ینبت النفاق فی القلب کما ینبت الماء الخضرة، و أنه یورث قساوة القلب، و أنه ینزع الحیاء و الغیرة . و أن الملائکة لا تدخل بیتا فیه خمر أو دف أو طنبور أو نرد، و لا یستجاب دعاؤهم، و أن صاحب الطنبور یحشر یوم القیامة و هو أسود الوجه و بیده طنبور من نار و فوق رأسه سبعون ألف ملک بید کل ملک مقمعة یضربون رأسه و وجهه. و أن الله حرم الدف و الکوبة و المزامیر و ما یلعب به، و أن رسول الله (ص) قال: "أنهاکم عن الزفن و المزمار و عن الکوبات و الکبرات"، و أن المؤمن لفی شغل عن الملاهی، و أن علیا(ع) کسر طنبور رجل، و أنه رفع الیه رجل کسر بربطا فأبطله و لم یوجب علی الرجل شیئا، و أن رجلا کسر طنبورا لرجل فرفعه الی شریح فلم یضمنه.
الی غیر ذلک من مضامین الاخبار الواردة فی هذا المجال، فراجع.الوسائل 232/12 - 237، الباب 100 و 101 من أبواب ما یکتسب به؛ و مستدرک الوسائل 458/2، الباب 79 من أبواب ما یکتسب به؛ و أیضا سنن البیهقی 101/6، کتاب الغصب، و 221/10، کتاب الشهادات.
و الزفن: الرقص. و الکبر - بفتحتین - : الطبل. و الکوبة : الطبل الصغیر.