صفحه ۱۷۱

..........................................................................................

و یمکن الاستیناس للمسألة مما دل علی فساد المعاملة علی الجاریة المغنیة اذا وقعت بلحاظ غنائها، اذ مع کون الغناء وصفا زائدا علی الجاریة عارضا علیها، و الجاریة بنفسها لها مالیة و الثمن یقع بازائها فی المعاملة اذا فرض حکم الشارع بفساد معاملتها بلحاظ ما یترتب علی المبیع فی هذه الصورة من الفساد فبطلانها فی المقام أولی، لان الهیئة مقومة للشئ و الفساد المترتب علیه أعظم و أشد کما لا یخفی.

و قد تحصل مما ذکرناه بطوله أن بیع هیاکل العبادة بهیئاتها الخاصة حرام تکلیفا و فاسد وضعا اذا لم یکن لها بلحاظ هیئاتها المقومة لها عرفا الا المنفعة المحرمة أو کانت المحللة منها نادرة جدا غیر ملحوظة عند العقلاء، سواء کانت لمادتها قیمة أم لا. و قد أقمنا لذلک أدلة ثمانیة و ان کان بعضها قابلا للمناقشة .

قال الاستاذ الامام "ره" فی مکاسبه: "هذا حال ما علم ترتب الحرام علیه. و لا یبعد الحاق ما یکون مظنة لذلک به، بل صورة احتمال ترتبه أیضا، احتیاطا لاهمیة الموضوع و شدة الاهتمام به فلا یقصر عن الاعراض و النفوس بل أولی منهما فی ایجاب الاحتیاط."المکاسب المحرمة ‏108/1 (= ط. الجدیدة ‏164/1). انتهی. و ما ذکره متین کما لا یخفی.

نعم قد مر أن الظاهر انصراف الادلة بکثرتها عما اذا لم یترتب علیها الفساد أصلا کما اذا انقرضت عبدتها بالکلیة و کان الغرض من اشترائها حفظها فی المتاحف للانتفاعات العلمیة و التاریخیة .

و ألحق الاستاذ الامام "ره" بذلک ما اذا وقع البیع لغرض ادراک ثواب کسرها أو غرض آخر فی کسرها. ثم أورد علی ذلک اشکالات عقلیة ذکرها ببیان علمی معقد، فراجع.المکاسب المحرمة ‏110/1 (= ط. الجدیدة ‏166/1).

ناوبری کتاب