الوجه الثانی: فقرات من روایة تحف العقول المتقدمة کما فی المتن.
و فیه: ما مر من ارسال الروایة و اضطراب متنها. و کون فتاوی المشهور مستندة الیها بحیث یجبر بها ضعفها غیر واضح، مضافا الی أن جبران ضعف الاخبار بالشهرة الفتوائیة ممنوع عند بعض و ان قربناه نحن، فراجع الجهة الرابعة مما ذکرناه سابقا فی بیان روایة تحف العقول.دراسات فی المکاسب المحرمة 88/1.
و فی مصباح الفقاهة أجاب عن الاستدلال بالروایة مضافا الی ضعفها بأن النهی فیها ظاهر فی الحرمة التکلیفیة فلا دلالة فیها علی الحرمة الوضعیة .مصباح الفقاهة 148/1.
و فیه: أنا قد بینا فی الجهة الرابعة مما ذکرناه فی بیان الروایة أن ألفاظ الحرمة و الحلیة فی الکتاب و السنة، بل فی کلمات الاصحاب أیضا استعملت فی الاعم من التکلیف و الوضع و یظهر المراد منهما بقرینة المقام و الموضوع. و فی باب المعاملات تنصرفان الی الوضع حیث انه المترقب منها، و النهی فیها أیضا ظاهر فی الارشاد الی الفساد.
و بما ذکرنا یظهر النظر فیما ذکره الاستاذ الامام فی المقام فی عنوان البحث، حیث قال: "و منها هیاکل العبادات المخترعة مثل الاصنام، و یأتی فیها ما تقدم فی القسم الاول من البحث عن حرمة بیعها و المعاوضة علیها بعنوانها، و عن حرمة ثمنها بعنوانه، و عن بطلان المعاملة بها المترتب علیه کون ثمنها مقبوضا بالمعاملة الفاسدة ."المکاسب المحرمة 106/1 (= ط. الجدیدة 161/1).
و محصل کلامه "ره" وجود أحکام ثلاثة فی هذا الموضوع: حرمة معاملتها تکلیفا، و حرمة ثمنها بعنوان أنه ثمن للصنم مثلا، و بطلان المعاملة علیها وضعا