صفحه ۱۲۳

یمنع انصراف المطلق فی حیز النفی، بل من جهة التسامح و الادعاء العرفی، تنزیلا للموجود منزلة المعدوم، فانه یقال للمیتة مع وجود تلک الفوائد فیها: انها مما لا ینتفع به.

و مما ذکرنا ظهر الحال فی البول و العذرة و المنی، فانها مما لا ینتفع بها و ان استفید منها بعض الفوائد کالتسمید |1| و الاحراق کما هو سیرة بعض الجصاصین من العرب، کما یدل علیه وقوع السؤال فی بعض الروایات عن الجص یوقد علیه العذرة و عظام الموتی و یجصص به المسجد، فقال الامام (ع): "ان الماء و النار قد طهراه." |2|

|1| فی المجمع: "السماد کسلام: ما یصلح به الزرع من تراب و سرجین. و تسمید الارض هو أن یجعل فیها السماد."مجمع البحرین ‏70/3 (= ط. أخری / 201).

أقول: التسمید و ان کان من المنافع النادرة للمیتة لکنه من المنافع الشائعة المقصودة للعذرة و کان التسمید بها شائعا فی جمیع الاعصار علی ما یشهد به الاخبار، و لیس الانتفاع منحصرا فی الاکل و الشرب و أمثالهما، و قد مر عن قرب الاسناد عن علی (ع): "أنه کان لا یری بأسا أن یطرح فی المزارع العذرة ."الوسائل ‏358/16 (= ط. أخری ‏435/16)، الباب 29 من أبواب الاطعمة المحرمة . و مر فی خبر المفضل عن الصادق (ع): "موقعها من الزروع و البقول و الخضر أجمع الموقع الذی لا یعدله شئ... فلو فطنوا طالبو الکیمیا لما فی العذرة لاشتروها بأنفس الاثمان و غالوا بها."بحارالانوار ‏136/3، کتاب التوحید.

|2|راجع الوسائل الوسائل ‏1099/2، الباب 81 من أبواب النجاسات، الحدیث 1. و السند صحیح و انما الاشکال فی متن الحدیث فان الماء القلیل الذی یختلط بالجص المتنجس لا یطهره الا أن یحیط بجمیع أجزائه المتنجسة

ناوبری کتاب