و الظاهر أن المقصود بالمجمع علیه فی الحدیث ما اشتهر العمل به و الافتاء بمضمونه استنادا الیه کما یظهر من مقابلته بالشاذ. و اذا وصل العمل بالروایة و الاعتماد علیها الی حد عد خلافه شاذا نادرا صارت عند العقلاء مما لا ریب فیها، اذ یحصل بمضمونها الوثوق غالبا. و حمل الشهرة فی الحدیث علی الشهرة الروائیة فقط بعید فی الغایة .
توضیح ذلک : أن الشهرة علی ثلاثة أقسام:
الاول: الشهرة فی الروایة بمعنی کثرة الناقلین لها، سواء عملوا بها أم لا.
الثانی: الشهرة العملیة بمعنی عمل المشهور بروایة و استنادهم الیها فی مقام الافتاء.
الثالث: الشهرة الفتوائیة بمعنی افتاء المشهور بحکم من الاحکام من دون أن یعلم مستند فتواهم کما مر من مسألة سفر الصید للتجارة من التفصیل بین الصلاة و الصیام.
و یظهر من الشیخ الاعظم فی الرسائل و کثیر من الاعاظم حمل الشهرة فی الحدیث و کذا فی مرفوعة زرارة الاتیة علی القسم الاول أعنی الشهرة الروائیة فرائد الاصول / 66 و 447.، مع وضوح أن مجرد نقل الروایة فقط من دون اعتماد علیها لا یجعلها مما لا ریب فیه، بل یکون من قبیل الاعراض الذی یزید فی ریبه. فالمقصود اعتماد الاصحاب علی أحد الخبرین
.jpg)
