صفحه ۴۹

..........................................................................................
تعالی - : (أوفوا بالعقود) وزان قوله: (و أوفوا بالعهد ان العهد کان مسؤولا) ، و لا سیما بعد تفسیر العقود فی أخبار الفریقین بالعهود. و لم یشکک أحد فی عموم ایة العهد و دلالتها علی لزوم العهود.

فان قلت: معنی الوفاء بالعهد و النذر و العقد و نحوها هو العمل علی طبق مقتضیاتها، فوفاء النذر مثلا هو الاتیان بالمنذور لا عدم فک النذر، و وفاء البیع بتسلیم العین لا بعدم فسخه. فمن لم یفسخ عقد البیع مثلا و لکن لم یعمل بمقتضاه من تسلیم العین لا یقال عرفا انه وفی بعقده.

و ان شئت قلت: ان الوفاء و عدمه من لواحق العقد بعد فرض وجوده، و الحکم لا یحفظ موضوع نفسه، فاعدام العقد خارج عن عدم الوفاء به کما أن ایجاده غیر الوفاء به. الا أن یقال: ان الوفاء ابقاء العقد الحادث و عدم الوفاء اعدامه، و لکن هذا غیر صحیح .

قلت: هذا ما ذکره الاستاذ الامام فی المقام کتاب البیع للامام الخمینی "ره" ‏70/1.، و لکن الظاهر خلاف ذلک، اذ الایفاء بالشئ الاخذ به تاما وافیا و عدم نقصه أو ترکه. و ضده الغدر و هو ترک الشئ أو نقصه، فانظر الی قوله - تعالی - : (فحشرناهم فلم نغادر منهم أحدا) سورة الکهف (18)، الایة 47. أی لم نترک منهم أحدا. و قوله: (و قالوا ما لهذا الکتاب لا یغادر صغیرة و لا کبیرة الا أحصاها) سورة الکهف (18)، الایة 49. أی لم یترک منهما شیئا. و یقال: "غدیر" للماء المتروک المنقطع من السیل.

قال الراغب فی المفردات: "الوافی: الذی بلغ التمام. یقال: درهم واف و کیل واف،

ناوبری کتاب