و أما طهارة الماء المتنجس بمجرد الاتصال بالکر أو الجاری فمحل اشکال و ان اختاره البعض، اذ النجاسة فی المائع تسری الی عمقه و جمیع أجزائه، فمجرد اتصال الماء الطاهر بأحد سطوحه لا یکفی فی تطهره کما فی سائر الاشیاء المتنجسة بعمقها و سطوحها. و انما یطهر لو فرض استیلاء الکر علی جمیع الاجزاء النجسة، و لازم ذلک غلبة الماء الطاهر علیها و استهلاک النجس بکله فیه.
و القائل بالطهارة بمجرد الاتصال یعتمد علی ما قالوه من أن المائین بالاتصال یصیران ماء واحدا حقیقة بضمیمة الاجماع المدعی علی أن الماء الواحد له حکم واحد و حیث ان الکر أو الجاری طاهر فالمتحد معه أیضا صار طاهرا.
و یرد علی ذلک منع تحقق الاجماع بنحو یکشف عن قول المعصوم (ع)، بل الظاهر بطلان ذلک . ألاتری أنه اذا وجد هنا ماء واحد أزید من الکر فتغیر بعضه بوصف النجاسة و کان الباقی کرا فهنا ماء واحد محکوم بحکمین، اذ تغیر البعض لایجعل الماء الواحد مائین بعد بقاء اتصالهما، نظیر ماء واحد ملون کل طرف منه بلون. و علی هذا فحکم الماء المتنجس المتصل بالکر بلا خلط به حکم الزیت أو الدبس المتنجس المتصل به.
و أما ما عن أبی جعفر(ع) مشیرا الی ماء غدیر: "ان هذا لا یصیب شیئا الا طهره"المختلف 3/1، کتاب الطهارة، الفصل الاول فی الماء القلیل.
و ما عن أبی عبدالله (ع): "کل شئ یراه ماء المطر فقد طهر"الوسائل 109/1، کتاب الطهارة، الباب 6 من أبواب الماء المطلق، الحدیث 5. فمضافا الی ضعفهما