و یظهر من الصدوق أیضا الاعتماد علی الخبر، حیث قال فی الفقیه: "و سئل الصادق (ع) عن جلد الخنزیر یجعل دلوا یستقی به الماء فقال: "لا بأس به."الفقیه 10/1، باب المیاه و طهرها و نجاستها، الحدیث 14.
اذ نسب الکلام الی الصادق (ع) بنحو الجزم، و المظنون کونه ناظرا الی خبر زرارة . ولو فرض کونه غیره کان مؤیدا له.
و الظاهر أن السؤال عن حکم الانتفاع بالجلد لا عن طهارة الماء و نجاسته، کما أن الظاهر أن الاستقاء بجلد الخنزیر کان لمثل سقی الاشجار و الزراعات لا الشرب، اذ یبعد جدا استقاء المسلمین فی عصر الامام الصادق (ع) للشرب و الوضوء و نحوهما بجلد الخنزیر، فتأمل.
2 - صحیحة زرارة عن أبی عبدالله (ع)، قال: سألته عن الحبل یکون من شعر الخنزیر یستقی به الماء من البئر هل یتوضاء من ذلک الماء؟ قال: "لا بأس."الوسائل 125/1، کتاب الطهارة، الباب 14 من أبواب الماء المطلق، الحدیث 2.
یظهر منها جواز استعمال الحبل المذکور، و الا لنبه الامام (ع) علی حرمته، الا أن یقال: انه لیس فی السؤال مباشرة السائل للاستقاء حتی یجب تنبیهه، فلعل العمل صدر عن شخص آخر غیر مکلف أو غیر متعبد، و السؤال وقع عن حکم الماء بعد عمله أو عن حکم ماء البئر.
قال فی الوسائل: "الظاهر أن المراد بذلک الماء ماء البئر لا ماء الدلو، و ان أرید به ماء الدلو فان الحبل لا یلاقیه بعد الانفصال عن البئر، و یحتمل کون الدلو کرا."
أقول: الاحتمال الاخیر بعید جدا. و ربما یؤید الاحتمال الاول ظاهر الروایة التالیة
.jpg)
