و لکن المشکل فی المقام عدم افتاء المشهور بظاهر هذه الاخبار و تقییدهم الجواز فی الشعر بالضرورة، مع ما مر من النهایة و التهذیب و الشرائع و النافع و الارشاد و القواعد فی کتاب الاطعمة من الافتاء بجواز الاستقاء بجلد المیتة للدواب و الاشجار بلا تقیید بحال الضرورة . و یشکل الفرق بینهما بل یکون جلد الخنزیر من مصادیق المیتة .
فلنتعرض لبعض کلماتهم فی المقام ثم نذکر الاخبار الواردة :
1 - فی الصید و الذبائح من المقنع: "و ایاک أن تجعل جلد الخنزیر دلوا تستقی به الماء."الجوامع الفقهیة / 35، باب الصید والذبائح من المقنع.
أقول: فی مفتاح الکرامة قال: "و الصدوق فی المقنع جوز الاستقاء بجلد الخنزیر بأن یجعل دلوا لغیر الطهارة، و قد وافقه المصنف علی ذلک فی مطاعم الکتاب."مفتاح الکرامة 19/4، کتاب المتاجر، فی المحرمات من المتاجر.
و أنت تری أن الصدوق حذر من الاستقاء بجلده، و المصنف یعنی العلامة أیضا لم یتعرض فی مطاعم القواعد لذلک و انما تعرض فیه للاستقاء بجلد المیتة، فراجع القواعد 159/2، کتاب الصید و الذبائح، المقصد الخامس، الفصل الاول، المطلب الخامس..
2 - و فی الصید و الذباحة من النهایة فی البحث عن الجلود قال: "و کذلک شعر الخنزیر لا یجوز له أن یستعمله مع الاختیار، فان اضطر الی استعماله فلیستعمل منه ما لم یکن بقی فیه دسم، و یغسل یده عند حضور الصلاة ."النهایة / 587، کتاب الصید و الذبائح، باب ما یحل من المیتة و یحرم من الذبیحة ...
3 - و نحوه فی المهذب لابن البراج.المهذب 443/2، آخر کتاب الاطعمة و الاشربة و الصید و الذباحة .
.jpg)
