صفحه ۳۷

..........................................................................................

و العقد و العهد و المیثاق متقاربة المعنی و ان فرض اختلافها مفهوما. فاما أن یراد المواثیق المأخوذة منهم فی فطرهم علی أن یؤمنوا بالله و یوحدوه و یطیعوه فی أوامره و نواهیه. و اما أن یراد المواثیق المأخوذة منهم بعد الایمان بالانبیاء علی العمل بما جاؤوا به من أحکام الله - تعالی - .

و بالجملة فیشکل الحکم بقطع ارتباط الجزء الاول من الایة الاولی من السورة عما بعده و الحکم بکونه ناظرا الی العقود المتعارفة المصطلحة فقط التی تتعاقدها الناس بینهم. نعم، یمکن تفسیرها بنحو یشمل هذه العقود أیضا کما یأتی بیانه.

الجهة الخامسة و هی العمدة فی المقام: قد مر عن مجمع البیان قوله: "و أقوی الاقوال قول ابن عباس أن المراد بها عقود الله التی أوجبها الله علی العباد فی الحلال و الحرام و الفرائض و الحدود. و یدخل فی ذلک جمیع الاقوال الاخر."مجمع البیان ‏151/2 (الجزء الثالث).

و مقتضی هذا الکلام أن القول الثالث أعنی العقود التی یتعاقدها الناس بینهم أیضا داخل فی هذا القول بلحاظ صیرورتهابعد امضاء الشرع لها من عقود الله التی أوجبها الله علی العباد.

و علی هذا فالعقود فی الایة الشریفة ناظرة الی ما شرعها و أنفذها الشارع ولو امضاء مع قطع النظر عن هذه الایة، فلا یجوز التمسک بهذه الایة لصحة العقود التی لم تکن فی عهد الشارع و لم یثبت صحتها بامضائه کعقد التأمین مثلا.

و یرد هذا الاشکال علی ما مر من تفسیر المیزان أیضا، حیث أدخل عقود المعاملات أیضا فی المواثیق الدینیة التی أخذها الله علی عباده، فما لم یثبت صحة المعاملة شرعا

ناوبری کتاب