صفحه ۲۷۰

ثم ان لفظ العذرة فی الروایات ان قلنا انه ظاهر فی عذرة الانسان کما حکی التصریح به عن بعض أهل اللغة فثبوت الحکم فی غیرها بالاخبار العامة المتقدمة، و بالاجماع المتقدم علی السرجین النجس.|1|
عصر المعصومین (ع). فاحتمال عدم المنفعة العقلائیة لها فی تلک الاعصار أو عدم جواز الانتفاع بها فی التسمید و تحریم الشارع لذلک مما لا ینقدح فی ذهن فقیه.

و اذا جاز الانتفاع بها کذلک و توقف جمعها و جعلها سمادا الی صرف الاوقات و الامکانات فلا محالة تصیر ذات قیمة و مالیة .

و المعاملات شرعت لرفع الحاجات و تبادل الاعیان النافعة . و لیست أهداف تشریعها أو امضائها مصالح سریة خفیة لا یعلمها الا الله - تعالی - نظیر التعبدیات المحضة .

و لا ترید الشریعة السمحة السهلة الا مصالح العباد و تسهیل الامر علیهم. نعم، فی مثل البیع الربوی و بیع الغرر وقع النهی من ناحیة الشارع لوضوح تحقق المفسدة و الضرر الاجتماعی علیهما.

و علی هذا فبمقتضی جواز الانتفاع بها و صیرورتها مالا نحکم بجواز المعاملة علیها مضافا الی عموم أدلة العقود، فتدبر.

و هکذا الحکم فی السرجین النجس بعد وضوح جواز الانتفاع بها فی التسمید.

|1|قد مر بالتفصیل راجع ص 249 و ما بعدها و ص 186 من الکتاب. معنی العذرة و أن الظاهر اختصاصها بمدفوع الانسان، و أن الاجماعات علی المنع فی السرجین النجس محتمل المدرکیة، و لعلها علی أساس ما ذکروه لعدم جواز بیع النجس و منها روایة تحف العقول، فلا تکشف کشفا قطعیا عن قول المعصومین (ع).

ناوبری کتاب