الا أن یقال - کما فی مصباح الفقاهة مصباح الفقاهة 38/1.- : ان روایة الجعفری لیست بصدد بیان الجواز التکلیفی، بل هی مسوقة لبیان الوجهة الطبیة کما یشهد بذلک ذیل الروایة . فتأمل، فان شأن الامام (ع) هو بیان الاحکام لا الطب المحض.
و أکثر الاخبار الواردة فی المسألة موردها سؤالا أو جوابا صورة الاستشفاء و التداوی. و عمدتها فی أبوال الابل فقط، و ان کان بعضها یدل علی بول غیر الابل أیضا.
و بالجملة فاستفادة العموم منها غیر واضحة، بل ربما یستفاد من مفهوم بعضها اختصاص الحلیة و الجواز بصورة الاستشفاء. و بها یرفع الید عن أصالة الحل و عن ظهور روایتی أبی البختری و الجعفری فی عموم الحل لو سلم ظهورهما فی ذلک .
فلنتعرض لبعض الروایات:
1 - موثقة عمار بن موسی عن أبی عبدالله (ع)، قال: سئل عن بول البقر یشربه الرجل. قال: "ان کان محتاجا الیه یتداوی به یشربه. و کذلک أبوال الابل و الغنم."الوسائل 87/17، الباب 59 من أبواب الاطعمة المباحة، الحدیث 1.
أقول: ظاهر الجواب کون بول الابل و غیرها مما یؤکل لحمه علی وزان واحد و اختصاص حل الجمیع بصورة الاحتیاج للتداوی، و الا کان ذکر الشرط لغوا. فبمفهوم الشرط یرفع الید عن أصالة الحل.