صفحه ۲۰۶

..........................................................................................
بحیث یتنفر عنه طباع أهل المروة و المکرمة و ان فرض کون نفس العمل شریفا کالقضاء و قراءة القران مثلا کما فی روایة الجعفریات، فأراد النبی (ص) أو الامام (ع) بهذا التعبیر تأنفهم من هذه الاکتسابات و أثمانها.

و یشهد لما ذکرنا أن کثیرا مما أطلق علیها السحت فی روایة الجعفریات و غیرها مما یشکل الالتزام بشدة حرمتها و عقوبتها بل بأصل حرمتها أیضا، و انما أطلق علیها السحت بلحاظ حزازة الاکتساب بها و تأبی النفوس الکریمة منها کأجر الحجام و القاضی و القاری و الحاسب و ثمن اللقاح و القرد و عوض الهدیة أزید منها.

و فی موثقة سماعة قال: قال (ع): "السحت أنواع کثیرة، منها: کسب الحجام و أجر الزانیة و ثمن الخمر."الوسائل ‏63/12، الباب 5 من أبواب ما یکتسب به، الحدیث 6. و نحوها روایة أخری لسماعة الا أن فیها: "کسب الحجام اذا شارط."الوسائل ‏62/12، الباب 5 من أبواب ما یکتسب به، الحدیث 2.

و الظاهر أن سحتیة أجر الحجام لیست بلحاظ الحرمة و العقوبة، بل الملاک المشترک بینه و بین ما رادفه هو الحزازة و تأبی النفوس الکریمة منها. و فی بعض الروایات أن رسول الله (ص) احتجم و أعطی أجر الحجام، و فی بعضها أنه قال: "اعلفه ناضحک ."الوسائل ‏71/12، الباب 9 من أبواب ما یکتسب به؛ و سنن ابن ماجة ‏731/2، الباب 10 من کتاب التجارات.

و ملخص الکلام أنه من أقدم علی بیع الخمر مثلا فمعاملته باطلة قطعا، و مقتضاه عدم انتقال الثمن الیه و حرمة تصرفه فیه بما أنه مال الغیر، و التزمنا بثبوت الحرمة التکلیفیة أیضا لهذه المعاملة لما ورد من التأکیدات فی روایاته و لعلها لایجابها اشاعة

ناوبری کتاب