أقول: لو اقتصر علی هذا الکلام أمکن توجیهه بأنه لا یرید تقیید الانشاء المحرم شرعا بقصد التسلیم و التسلم حتی یورد علیه بعدم الدلیل علی هذا التقیید، بل یرید بیان أن الحرام هو الانشاء عن جد فی قبال الانشاء الصوری. و علامة الجد أنه یرضی بالتسلیم عقیبه فذکر القصد المزبور لبیان کون الموضوع للحرمة الانشاء الجدی کما فی القول الرابع.
و لکنه - قدس سره - ذکر قبل ذلک ما یستفاد منه أن المحرم فی الحقیقة هو الاقباض و التسلیم لا البیع. قال: ما ملخصه: "أن ظاهر الروایة التحریم بعنوان الاعانة، و عنوان الاعانة لا ینطبق علی الانشاء الساذج، بل الاعانة حاصلة بالتسلیط و الاقباض للمبیع سواء أنشاء بیعها أم لم ینشاء، و کأن توصیف البیع بالاعانة لاجل ملازمتها العرفیة للاقباض فیکون التحریم ملحقا أولا و بالذات بالتسلیط و ثانیا و بالعرض بالبیع."حاشیة المکاسب للمحقق الایرانی 3/.
و ناقشه فی مصباح الفقاهة و محصلها: "أن تقیید موضوع الحرمة بالتسلیم و التسلم انما یتم فی الجملة لا فی جمیع البیوع المحرمة . و تحقیقه: أن النواهی المتعلقة بالمعاملات علی ثلاثة أقسام:
الاول: أن یکون النهی عنها بلحاظ انطباق عنوان محرم علیها کالنهی عن بیع