و ربما یستفاد من بعض الکلمات فی التفاسیر و کتب الفقه حمل الباء علی المقابلة، نظیر ما یدخل علی الثمن فی المعاوضات، فأرید النهی عن أکل مال الغیر بازاء الامر الباطل، أعنی ما لا یفید مقصودا و لا قیمة له عرفا أو شرعا.
قال فی مجمع البیان: "و فی قوله: (بالباطل) قولان: أحدهما أنه الربا و القمار و النجش (البخس - البرهان) و الظلم، عن السدی و هو المروی عن الباقر(ع). و الاخر أن معناه بغیر استحقاق من طریق الاعواض، عن الحسن."مجمع البیان 37/2، (الجزء الثالث من التفسیر)؛ و تفسیر البرهان 363/1.
أقول: الظاهر کما عرفت أن النظر فی الایة الی الاسباب المملکة لا الی جنس الثمن و أنه باطل أم لا.
6 - ثم هل یراد بالاسباب الباطلة خصوص ما ثبت بطلانها شرعا کالقمار و الغصب و الغارات و بیع الملامسة و أمثال ذلک مما ورد المنع عنها من ناحیة الشرع، کما یظهر من بعض الاخبار و من تفسیر المیزان، بل لعله المترائی من مصباح الفقاهة أیضامصباح الفقاهة 35/1.، فتأمل.
قال فی تفسیر المیزان: "و هی المعاملات الباطلة فی نظر الدین کالربا و القمار و البیوع الغرریة کالبیع بالحصاة و النواة و ما أشبه ذلک ."تفسیر المیزان 317/4 (= ط. أخری 337/4)، فی تفسیر سورة النساء.