و الدقة فی عبارتها و مقایسة سیاقها مع سیاق روایة تحف العقول الماضیة تعطی الوثوق بأخذ العبارة من تلک الروایة بنحو الخلاصة .
و الکلام یقع تارة فی دلالتها و أخری فی سندها:
أما من جهة الدلالة فنقول:
أولا: الظاهر أن المأمور به فی العبارة لا یراد به ما بلغ حد الضرورة و الوجوب فعلا، بل یراد به ما یوجد فیه شأنیة الوجوب و ملاکه کثیرا لتوقف حفظ الانسان علیه اجمالا. فمثل هذه الامور حلال و ان لم تصل الی حد الوجوب و الضرورة .
و ثانیا: المراد بالحلال و کذا الحرام هنا أعم من التکلیف و الوضع، فیستفاد من حلیة البیع و نحوه مثلا صحتها و ترتب الاثر علیها أیضا.
و استعمال اللفظین فی الوضع فی لسان الکتاب و السنة شائع کثیر کقوله - تعالی - : (و أحل الله البیع و حرم الربا) .سورة البقرة (2)، الایة 275. و قد مر بیان ذلک فی الجهة الثالثة حول روایة تحف العقول، فراجع.
و بذلک یظهر الاشکال علی ما فی مصباح الفقاهة، حیث قال: "ان ظاهر الروایة هو حرمة بیع الامور المذکورة تحریما تکلیفیا کما تقدم نظیر ذلک فی روایة تحف العقول، و کلامنا فی الحرمة الوضعیة ."مصباح الفقاهة 18/1.