صفحه ۹۴

جزم به بعض - دخل ما نحن فیه فی الاعانة علی المحرم، فیکون بیع العنب اعانة علی تملک العنب المحرم مع قصد التوصل به الی التخمیر و ان لم یکن اعانة علی نفس التخمیر أو علی شرب الخمر."ألمکاسب المحرمة، ج 2، ص 324.

و ممن جزم بذلک الفاضل النراقی (ره) فی العوائد، حیث عقد فیه لهذه المسألة عائدة مستقلة و قال ما ملخصه:

"مقدمة الحرام ان کانت سببا له فهو حرام و معصیة کما ثبت فی الاصول کوضع النار علی ید زید بعد النهی عن احراقها، و ان کانت شرطا له فان لم یکن قصده من فعله التوصل الی المحرم فلا شک فی عدم حرمته و عدم کونه معصیة، کما اذا أوقد نارا فی المثال أو اشتری فحما أو حطبا أو سافر الی بلدة فیها من نهی من قتله أو فیها فاحشة أو خمر من غیر أن یرید التوصل بها الی الحرام. و ان قصد من فعله التوصل الی المحرم کأن یسافر الی البلدة المذکورة لاجل قتل الرجل أو شرب الخمر و نحوهما فالظاهر کون هذا الفعل معصیة و حراما، فلو سافر بهذا القصد و حصل له مانع عن فعل أصل المحرم و لم یفعله یکون آثما بأصل المسافرة عاصیا به مستحقا للعقاب لاجله، بل لو فعل المحرم یکون له العقاب و الاثم لاجلهما. و یتفرع علیه أیضا حرمة المعاونة علی هذه المقدمة اذا فعلت بقصد التوصل و ان لم یعلم أنه یحصل له التوصل و یتم ما قصده و أراده..."عوائد الایام، ص 25، العائدة السادسة .

هذا. والمصنف ناقش فی ذلک، و قد مر منا أیضا أن المحرم شرعا لیس الا مااشتمل علی المفسدة و تعلق به النهی المولوی النفسی دون مقدماته. فکما لاوجوب لمقدمة الواجب وجوبا شرعیا و ان أمر به ارشادا کما فی قوله: "ادخل السوق و اشتر اللحم" کذلک لاحرمة لمقدمة الحرام أیضا و ان کانت سببیة و تعلق بها النهی صورة .

نعم لانأبی عن تعلق النهی المولوی بها فی بعض الموارد سیاسة و احتیاطا علی ماقیل فی غرس العنب للخمر و کتابة الربا و الشهادة علیه و نحو ذلک . کما لاننکر کون الاتیان بها بقصد التوصل الی الحرام مبغوضا من باب التجری. و لکن هذا غیر عنوان العصیان المنتزع عن

ناوبری کتاب