فلایعم مثل الهلال، و قال (ع): "فاذا حکم بحکمنا فلم یقبله منه." و کون حکمه فی الهلال هو حکمهم (ع) أول الکلام، و لایمکن اثباته بهذه الروایة، فان الحکم لایثبت موضوع نفسه، فتأمل. (ع)کما أن ارادة العموم فی الحوادث الواقعة فی التوقیع غیر معلومة بعد کون الجواب مسبوقا بسؤال غیر مذکور، و لعل المسؤول عنه کان حوادث خاصة . و الجواب أیضا مجمل، حیث لایعلم أن الارجاع هل هو فی حکم الحوادث فیدل علی حجیة الفتوی أو فصلها و حسمها فیدل علی نفوذ القضاء أو رفع اجمالها لیشمل المقام.
و یمکن دعوی انصرافها الی خصوص الحوادث المهمة التی لامخلص فیها الا حکم الحاکم و لیس المقام منه لامکان معرفة الهلال بغیره من الرؤیة و الشهود و نحوهما. هذا. (ع)و اما ما ذکره فی الحدائق من حمل لفظ الامام فی الصحیحة علی امام الاصل فهو خلاف الظاهر جدا یظهر ذلک لمن تتبع موارد استعمال اللفظ فی الابواب المختلفة من الفقه و الحدیث، کما مر کثیر منها فی الباب الثالث من هذا الکتاب، فراجع.
و قد عرفت سابقا أن أنس أذهان أصحابنا بامامة الائمة الاثنی عشر(ع) صار موجبا لتوهم کون اللفظ موضوعا لهم أو منصرفا الیهم، مع أن لفظ الامام وضع للقائد الذی یؤتم به فی الصلاة أو الجهاد أو الحج أو جمیع الشوؤن العامة بحق کان أو بباطل.
فقد أطلق الامام الصادق (ع) اللفظ علی أمیرالحاج اسماعیل بن علی حین سقط هو(ع) من بغلته حین الافاضة من عرفات فوقف علیه اسماعیل فقال له أبوعبدالله (ع): "سر، فان الامام لایقف."ألوسائل، ج 8، ص 290، الباب 26 من أبواب آداب السفر، ألحدیث 1.
و فی رسالة الحقوق لعلی بن الحسین (ع): "و کل سائس امام."ألخصال للصدوق، ص 565 (الجزء 2)، أبواب الخمسین، الحدیث 1.
و بالجملة فالامام هو القائد فی شأن عام أو جمیع الشؤون العامة . و المراد به هنا الحاکم العدل و ان لم یکن معصوما کما یقتضیه اطلاق اللفظ، و ان کانت الائمة الاثنا عشر مع ظهورهم أحق بهذا المنصب الشریف عندنا.
و قدعرفت بالتفصیل أن الامامة و شؤونها داخلة فی نسج الاسلام و نظامه و أنها