صفحه ۳۶۲

و من ذلک سیر الحاج و تجارة التاجر و فعل ما یغتاب الشخص علی فعله. نعم ربما یحرم لابعنوان الاعانة و من ذلک القیادة .حاشیة المکاسب، ص 15، ذیل قول المصنف: فقد یستدل علی حرمة البیع... ."

أقول: لایخفی أن العناوین القصدیة عبارة عن العناوین الاعتباریة التی لاواقعیة لها وراء الاعتبار، و انما تنتزع عن الافعال و الامور الواقعیة بالقصد و الاعتبار، فیکون تقومها بقصدها، نظیر عنوان التعظیم المنتزع عن الانحناء الخاص بقصده، و من هذا القبیل الملکیة و الزوجیة و الحریة و العبودیة و نحوها من العناوین التی تحصل بالعقود و الایقاعات، و کذلک عناوین العبادات المخترعة من الصلاة و الزکاة و نحوهما.

و الظاهر أن الاعانة - کما ذکروه - لیست من العناوین الاعتباریة بل من العناوین الواقعیة غیر المتقومة بالقصد و ان کان تنجز التکلیف المتعلق بها متوقفا علی العلم و القصد کما فی سائر موارد التکلیف.

اللهم الا أن یقال: ان عدم کون الاعانة من العناوین القصدیة، بمعنی عدم توقف صدقها علی قصد عنوانها، لاینافی توقف صدقها علی فعل خاص بلحاظ غایة خاصة علی قصد هذه الغایة الخاصة، اذ العرف یفرق بین قصد الغایة الخاصة و عدم قصدها، کما یفرق بین العلم بترتبها و عدم العلم به، فتدبر.

و أما ما ذکره من عدم صدق الاعانة علی ایجاد ذات الفاعل و تولیده فالظاهر صحته أیضا و الا لکان خلق الله - تعالی - لافراد الانسان و ابقاؤه لهم و رزقهم اعانة منه علی الکفر و الفسوق و العصیان.

و السر فی ذلک أن الاعانة - کما مر - عبارة عن ایجاد مقدمة من مقدمات فعل الغیر أعنی المعان، فهی من العناوین الاضافیة المتقومة بوجود المعین و المعان، فما لم یوجد ذات المعان لا مجال لتحقق الاعانة و صدقها.

و أما ما ذکره (ره) من اختصاص الاعانة بالاتیان بالمقدمات الفاعلیة دون المادیة فلم یظهر لی مراده و لاوجهه، اذ تهیئة موضوع فعل الغیر اذا لم یکن اعانة فکیف حکم بحرمة بیع العنب لمن یعلم أنه یجعله خمرا لاجل ذلک ؟ و هل هذا الا تهیئة موضوع فعل الغیر من دون أن

ناوبری کتاب