انتهی ما أردنا نقله من الرسائل.
أقول: الفرق بین قوله: "أکرم العلماء" و بین قوله: "أکرم علماء البلد أو أحضرهم" لعله من جهة أن سعة الموضوع فی الاول و عدم التمکن من استیعاب أفراده غالبا قرینة علی عدم ارادة الاستیعاب، بل ذکرهم بعنوان المصرف بخلاف الثانی فان المراد منه ما هو ظاهره من الاستیعاب.
ثم أقول: لو کان الشک فی الموضوع مما یرتفع بمثل النظر أو المراجعة الی الدفتر بلاصعوبة فالظاهر انصراف أدلة الحلیة و البرائة عن مثله، فلو شک فی أن ما فی الوعاء ماء أو خمر و کان یرتفع شکه بصرف التوجه و النظر أو شک فی أن طلب زید منه مأة أو ماءتان و یرتفع بصرف النظر فی دفتر محاسباته فهل یجری فی مثله حدیث الرفع و نحوه ؟ ألظاهر من الحدیث و لاسیما بقرینة سائر فقراته التسهیل علی الامة و الامتنان علیهم برفع موارد الکلفة و المشقة و ظاهر أنه لا کلفة و لا مشقة فی صرف النظر و نحوه.
و بالجملة فمن علمه فی کیسه و دفتره، لایسمی جاهلا محتاجا الی الارفاق و التسهیل فموارد البرائة و الحلیة الشک المستقر الموجب للتحیر و الاحتیاج الی تعیین الوظیفة . نعم فی خصوص باب الطهارة و النجاسة لایجب النظر أیضا کما یدل علیه قوله فی صحیحة زرارة :