صفحه ۲۶۰

"و المراد بأهل بیته هنا مجموعهم من حیث المجموع باعتبار أئمتهم، و لیس المراد جمیعهم علی سبیل الاستغراق، لان هذه المنزلة لیست الا لحجج الله و القوامین بأمره خاصة، بحکم العقل و النقل. و قد اعترف بهذا جماعة من أعلام الجمهور. ففی الصواعق المحرقة لابن حجر: و قال بعضهم: یحتمل أن المراد بأهل البیت الذین هم أمان، علماؤهم لانهم الذین یهتدی بهم کالنجوم، و الذین اذا فقدوا جاء أهل الارض من الایات مایوعدون..."ألمراجعات، ص 76 (ألمراجعة الثامنة).

أقول: و لا أظن أن أحدا من المسلمین المنصفین یجتری علی تفضیل الائمة الاربعة فی فقه السنة علی الائمة الطاهرة من عترة النبی (ص) و أهل بیته فی العلم و الفضائل.

نعم، سیاسة الامویین و العباسیین فی عصرهم صنعت ما صنعت بالعترة و الال، و ما أدراک ما السیاسة، و ماالذی یتعقبها اذا کانت شیطانیة !! فتدبر فی المقام واحتط لدینک .

و قد ظهر لک بما ذکرناه أن حصر الاجتهاد فی الائمة الاربعة لاهل السنة لا أساس له فی الشریعة و أنه قبل أن یکون أمرا دینیا فقهیا کان أمرا سیاسیا متطورا علی حسب تطور السیاسة فی الازمنة و الامکنة . و الائمة الاربعة بأنفسهم أیضا بریئون منه، فراجع الکتب المتعرضة لتاریخ المذاهب الاربعة و المتمذهبین بها.

الفائدة الرابعة : التقلید و أدلته

لایخفی أن استنباط الاحکام الشرعیة و استخراجها من أدلتها و منابعها یکون بتصدی المجتهد الفقیه العالم بالکتاب و السنة و أحکام العقل القطعیة و ما یتوقف علیه الاستنباط من العلوم المختلفة .

فمن یکون مجتهدا فعلیه الاستنباط و العمل بما فهمه و استنبطه، أو الاحتیاط فی مقام العمل.

و من لم یبلغ مرتبة الاجتهاد فلا محالة یحتاط فی العمل مع الامکان أو یرجع الی فتوی من

ناوبری کتاب