و العامة قدجوزوا الاجتهاد فی المذهب و لم یجوزوا الاجتهاد من المذهب، حتی انهم لم یجوزوا تلفیق أقوال هذه الاربعة و القول فی بعض المسائل بقول بعض و فی بعضها بقول الاخر. و استمروا علی هذا الرأی الی یومنا هذا، و لم یخالفهم أحد منهم فی تلک الاعصار المتمادیة سوی محیی الدین العربی المعاصر لفخرالدین الرازی، حیث خالفهم فی الفروع؛ فتارة یقول بقول واحد من هؤلاء الائمة الاربعة فی مسألة و یقول فی مسألة اخری بقول الاخر، و تارة یخترع فی بعض المسائل و ینفرد بقول لم یدخل فی تلک الاقاویل."ریاض العلماء، ج 4، ص 33. انتهی کلام ریاض العلماء.
و فی روضات الجنات بعد نقل ما فی ریاض العلماء، قال:
انسداد الاجتهاد فی أهل السنة
و کیف کان فالمقصود من الاجتهاد هو استخراج أحکام الله - تعالی - و احرازها. و المنابع لها هی الادلة الاربعة من الکتاب، و السنة، و العقل، والاجماع علی القول به. و هی - بحمدالله - باقیة لنا، و قد شرحت و فسرت و تنقحت أکثر مما کانت فی عصر الائمة الاربعة للسنة .
و قد تقدم الفقهاء الاربعة و تأخر عنهم فقهاء کثیرون و یوجدون فی أعصارنا أیضا، و لم یکن الفقهاء الاربعة معاصرین للنبی (ص)، و لا وراث علمه بلاواسطة، بل تأخروا