صفحه ۲۵۶

للشیعة هذا العطاء. فلذلک لم یدخلوا مذهب الشیعة فی تلک المذاهب، و أجمعوا علی صحة خصوص الاربعة و بطلان غیرها. فآل أمر الشیعة الی ما آل فی العمل بقول الال السادة الانجاب.

و العامة قدجوزوا الاجتهاد فی المذهب و لم یجوزوا الاجتهاد من المذهب، حتی انهم لم یجوزوا تلفیق أقوال هذه الاربعة و القول فی بعض المسائل بقول بعض و فی بعضها بقول الاخر. و استمروا علی هذا الرأی الی یومنا هذا، و لم یخالفهم أحد منهم فی تلک الاعصار المتمادیة سوی محیی الدین العربی المعاصر لفخرالدین الرازی، حیث خالفهم فی الفروع؛ فتارة یقول بقول واحد من هؤلاء الائمة الاربعة فی مسألة و یقول فی مسألة اخری بقول الاخر، و تارة یخترع فی بعض المسائل و ینفرد بقول لم یدخل فی تلک الاقاویل."ریاض العلماء، ج 4، ص 33. انتهی کلام ریاض العلماء.

و فی روضات الجنات بعد نقل ما فی ریاض العلماء، قال:

"و یؤید هذا التفصیل ما ذکره صاحب "حدائق المقربین": أن السید المرتضی (ره) واطاء الخلیفة - و کأنه القادر بالله المتقدم الیه الاشارة - علی أن یأخذ من الشیعة مأة ألف دینار لیجعل مذهبهم فی عداد تلک المذاهب و ترفع التقیة و المؤاخذة علی الانتساب الیهم، فتقبل الخلیفة، ثم انه بذل لذلک من عین ماله ثمانین ألفا، و طلب من الشیعة بقیة المال فلم یفوا به."روضات الجنات، ج 4، ص 308.

انسداد الاجتهاد فی أهل السنة

و کیف کان فالمقصود من الاجتهاد هو استخراج أحکام الله - تعالی - و احرازها. و المنابع لها هی الادلة الاربعة من الکتاب، و السنة، و العقل، والاجماع علی القول به. و هی - بحمدالله - باقیة لنا، و قد شرحت و فسرت و تنقحت أکثر مما کانت فی عصر الائمة الاربعة للسنة .

و قد تقدم الفقهاء الاربعة و تأخر عنهم فقهاء کثیرون و یوجدون فی أعصارنا أیضا، و لم یکن الفقهاء الاربعة معاصرین للنبی (ص)، و لا وراث علمه بلاواسطة، بل تأخروا

ناوبری کتاب