صفحه ۲۴۱

الثانی: ألمفاهیم الانتزاعیة المنتزعة عن الخارجیات من دون أن یکون لها وجودات علی حدة وراء وجودات مناشی الانتزاع فتحمل علیها بنحو الخارج المحمول لاالمحمول بالضمیمة .

قال فی المنظومة :

"والخارج المحمول من صمیمه ____ یغایر المحمول بالضمیمة ."شرح المنظومة، ص 30، غوص فی الفرق بین الذاتی و العرضی.

قوله: "من صمیمه" متعلق بالخارج لا بالمحمول، فیراد أنه خارج من حاق الذات و لکنه یحمل علیها.

و قد یمثل لذلک فی کلماتهم بالفوقیة و التحتیة و القبلیة و البعدیة و الابوة و البنوة و أمثال ذلک من الاضافات المتکررة، و یقال: ان الخارج ظرف لانفسها لا لوجوداتها اذ لا وجود لواحد منها وراء وجود منشاء انتزاعه.

أقول: لنا فیما مثلوا به کلام، اذ الخارجیة مساوقة لنحو من الوجود و ان کان ضعیفا کما فی جمیع الاعراض النسبیة . والمقسم للجوهر و المقولات العرضیة بأجمعها هو الموجود الممکن فیجب أن یتحقق المقسم فی جمیع الاقسام و مرتبة وجود العرض غیر مرتبة وجود المعروض لتأخره عنه رتبة . فلا یبقی فرق من هذه الجهة بین البیاض و العلم و غیرهما من الکیفیات و بین مثل الفوقیة و التحتیة و الابوة و البنوة و غیرها من الاضافات المتکرره و ان تفاوتت فی شدة الوجود وضعفه، فیکون الجمیع من أقسام المحمول بالضمیمة .

نعم فی المفاهیم العامة المنتزعة عن الماهیات الخارجیة کمفهوم الذات أو الماهیة أو الشیئیة أو الامکان و نحوها من المعقولات الثانیة باصطلاح الفلسفی و کذلک المفاهیم العامة المنتزعة عن الوجودات الخارجیة کمفهوم الوحدة أو التشخص یشکل القول بتحقق الوجود لها خارجا وراء وجودات مناشی الانتزاع للزوم التسلسل و غیره من المحاذیر المذکورة فی محله شرح المنظومة، ص 39، فی تعریف المعقول الثانی و بیان الاصطلاحین فیه.. و یعبرون عن مثلها بأن الاتصاف بها فی الخارج و لکن عروضها لمعروضاتها فی الذهن بعد تحلیله و انتزاعها منها. و ملاک انتزاعها مع أن الانتزاع لایکون جزافا یحتاج الی تأمل و بیان أوفی.

ناوبری کتاب