فی تطبیقها علی المقام نوع تقیة .
الثالثة : ما عن معاویة بن عمار عن رجل من أصحابنا، قال: کنت عند أبی جعفر(ع) فسأله رجل عن الجبن، فقال أبو جعفر(ع): "انه لطعام یعجبنی و سأخبرک عن الجبن و غیره: کل شی فیه الحلال و الحرام فهو لک حلال حتی تعرف الحرام فتدعه بعینه." ألوسائل، ج 17، ص 92، الباب 61 من أبواب الاطعمة المباحة، ألحدیث 7.
والظاهر کون هذه المرسلة ناظرة الی خبر عبدالله بن سلیمان. و کلمة "بعینه" فیها متأخرة و ظاهرها کونها قیدا لقوله: "فتدعه" لا للمعرفة .
الفائدة الحادیة عشرة : هل یصح الاستدلال للمسألة بالروایات المذکورة آنفا؟
و کیف کان فالعمدة هی الصحیحة لو صرفنا النظر عما ناقشنا فیها. و الظاهر منها کما مر شمولها لاطراف العلم الاجمالی أیضا و کون الغایة فیها خصوص المعرفة التفصیلیة، فلا یجب الاجتناب عن أطراف الحجة الاجمالیة .
فهل یجوز رفع الید بسبب روایة واحدة - قابلة للحمل علی الشبهة غیر المحصورة أو خروج بعض الاطراف عن محل الابتلاء أو غیر ذلک و لاسیما علی احتمال کونها قطعة من روایة عبدالله بن سلیمان کما مر - عن جمیع اطلاقات العناوین المحرمة الشاملة للمعلوم بالاجمال أیضا، مع حکم العقل بوجوب الاطاعة فی الحجة الاجمالیة أیضا باجتناب جمیع الاطراف من باب المقدمة العلمیة کما مر بیانه ؟
قال الشیخ الانصاری (ره) فی أوائل الاشتغال من الرسائل بعد استظهار کون قوله: "بعینه" قیدا للمعرفة قال: