نهیه بلا عذر فیها من جهل أو عجز أو نحوهما و ما هو المخرج عن رسم العبودیة، هو ذلک لامطلق مخالفة العلم و ان لم یصادف اذ لانسلم أن رسم العبودیة عدم مخالفته مطلقا، بل رسمها العمل بأوامره و الانتهاء عن نواهیه مع التنجز."نهایة الاصول، ص 418.
تصویر الجزء الندبی فی مقام الامتثال للعلم الاجمالی
... ألظاهر أنه لایتصور کون شی کالقنوت مثلا مع استحبابه جزء للصلوة الا أن یفرض الصلوة عنوانا بسیطا ذات مراتب طولیة ینتزع بعض مراتبها من الاقل و بعضها من الاکثر..."
و لنذکر لذلک مثالا عرفیا، و هو انه اذا أمر المولی عبده ببناء مدرسة فللعبد بناء مدرسة تشتمل علی عشر حجرات مثلا و له بناء مدرسة تشتمل علی مأة حجرة و المدرسة عنوان عرضی مقول بالتشکیک علی مجموع المتکثرات، فاذا بنی العبد ما تشتمل علی الماءة أیضا تصیر باجمعها منطبقا لعنوان الماموربه و امتثالا للامر الوجوبی و کذا لو أمر عبده بتشکیل مجمع، فله تشکیل مجمع یشتمل علی خمسة نفر و له تشکیل ما یشتمل علی مأة مثلا، و الجمعیة عنوان عرضی تنتزع من مجموع المتکثرات کما لایخفی.
ثم انه ربما یتوهم جواز تصویر الجزء الندبی بنحو آخر و ذلک بأن یکون الندبی جزء من الفرد دون الطبیعة کاللحیة التی هی جزء من زید دون الانسان.
و فیه: أن هذا یصح فی ما اذا اتحد أجزاء الفرد بحسب الوجود کما فی مثل زید و لحیته و أما المرکب الاعتباری کالصلوة مثلا فجزئیة شی لها تحتاج الی الاعتبار، فانها حقائق متبائنة متعددة بحسب الوجود و وحدتها باعتبار المعتبر، فلاتنتزع الجزءیة الا عما دخل تحت الامر و الا للزم کون تحریک الید مثلا أیضا من أجزائها مع أنه من المقارنات. فافهم.نهایة الاصول، ص 425.