الکراهة، حیث انهم کانوا یطیلونها، فیکون مفاد الروایات استحباب توفیرها و لکن لا بحد تتجاوز القبضة، و یشهد لذلک وحدة السیاق أیضا، فتأمل. هذا.
و لکن لاحد أن یقول: حیث ان توفیر الشعر مستلزم لابقائه و عدم حلقه، فلعل مقصود المتکلم من الامر بالتوفیر الامر بابقائه فی أظهر مصادیقه و أفضلها، فینحل الامر الی واجب و مستحب: أصل الابقاء و توفیره.
و بعبارة أخری: قصد المتکلم بیان اللازم و الملزوم معا بعبارة واحدة، و لعله الی ذلک أشار صاحب الوافی حیث قال: "فذکر الاعفاء عقیب الاحفاء ثم النهی عن التشبه بالیهود دلیل علی أن المراد بالاعفاء أن لا یستأصل و یؤخذ منها من دون استقصاء بل مع توفیر و ابقاء بحیث لا تتجاوز القبضة فتستحق النار."الوافی 99/1 من الجزء الرابع (= ط. أخری 658/6)، أبواب قضاء التفث و التزین، باب جز اللحیة ... .
اللهم الا أن یقال: ان مجرد احتمال قصد الامرین معا لا یصیر حجة یستدل بها.