صفحه ۱۹۴

..........................................................................................
انما یأخذون من مستفادهم مؤونة حول الاشتغال فتریهم ینفقون علی الربح الموجود و یستدینون علیه بل قد یکون الربح فی آخر السنة، و بالجملة فالمراد بالحول حول الربح و هو مختلف فقد یکون زمان ظهور الربح اول الحول و قد یکون وسطه و قد یکون آخره نعم لو لم یکن عرف فمبداء الحول من حین وجود الفائدة" انتهی.

اقول: یرجع کلامه (قده) الی امرین: الاول: ان المتبادر من ادلة استثناء مؤونة السنة مؤونة السنة التی یضاف الیها الربح عرفا و لیس للربح بما هو سنة و انما یضاف الیها بلحاظ الشغل المؤدی الیه من الزراعة و التجارة و نحوهما و یظهر ذلک جدا فی مثل الزراعة فیقال: "فلان ربح فی هذه السنة فی زراعته" و یکون المبدأ بنظرهم اول الشروع فی الزراعة .

الثانی: ان المتعارف وضع مؤونة زمان الشروع فی الاکتساب من الربح المکتسب فمثل الزارع و التاجر و الصانع انما یأخذون من مستفادهم مؤونة حول الاشتغال فتریهم ینفقون علی الربح و یستدینون علیه مع انه قد یکون الربح فی آخر السنة هذا.

و یرد علی الاول ان سنة الربح و الفائدة غیر سنة الزراعة و التجارة و کل منهما یبتدأ من حین حصوله فعام الزراعة یبتدأ من حین الشروع فیها و عام الربح یبتدأ من حین حصوله کما فی الفائدة الاتفاقیة بلا تفاوت بینهما فلا وجه لاسناد احدهما الی الاخر فتامل.

و یرد علی الثانی ان المتعارف خلاف ما ادعاه بل المتعارف فی مثل الزارع ادخار ما حصله من الحنطة و الشعیر مثلا لصرفه فی حوائجه الیومیة الی السنة الاتیة و کذلک المتعارف فی التجار و الکسبة صرف الفوائد الحاصلة تدریجا فی الحوائج الیومیة الحادثة و اما الاستدانة علی الزراعة و الکسب ثم صرف ما حصل فی تأدیة الدین السابق و الشروع فی تجدید الاستدانة فانما یتحملها الضعفاء من الناس للاضطرار و تکون علی خلاف ما یقتضیه الطبع و لعلنا نسلم کون اداء مثل هذا الدین

ناوبری کتاب