فلما أمسکوا عادت فی کلامها، فقالت (س) :
الحمد لله علی ما أنعم، و له الشکر علی ما ألهم، والثناء بما قدم، من عموم نعم ابتداءها، و سبوغ آلاء أسداها، و تمام منن أولاها. جم عن الاحصاء عددها، و نأی عن الجزاء أمدها، و تفاوت عن الادراک أبدها، و ندبهم لا ستزادتها بالشکر لا تصالها، واستحمد الی الخلائق باجزالها، و ثنی بالندب الی أمثالها.
و أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شریک له، کلمة جعل الاخلاص تأویلها، و ضمن القلوب موصولها، و أنار فی [الفکر] التفکر معقولها. الممتنع من الابصار رؤیته، و من الالسن صفته، و من الاوهام کیفیته. ابتدع الاشیاء لا من شئ کان قبلها، و أنشأها بلا احتذاء أمثلة امتثلها. کونها بقدرته و ذراءها بمشیته، من غیر حاجة منه الی تکوینها، و لا فائدة له فی تصویرها، الا تثبیتا لحکمته، و تنبیها علی طاعته، و اظهارا لقدرته، و تعبدا لبریته، و اعزازا لدعوته. ثم جعل الثواب علی طاعته، و وضع العقاب علی معصیته، ذیادة لعباده عن نقمته، و حیاشة لهم الی جنته.