و قال سوید بن غفلة : لما مرضت فاطمة (س) المرضة التی توفیت فیها، اجتمعت الیها نساء المهاجرین و الانصار لیعدنها؛ فقلن لها: کیف أصبحت من علتک یا ابنة [بنت ] رسول الله (ص) ؟ فحمدت الله، و صلت علی أبیها، ثم قالت:
أصبحت والله عائفة لدنیاکن، قالیة لرجالکن، لفظتهم بعد أن عجمتهم، و شنأتهم بعد أن سبرتهم؛ فقبحا لفلول الحد، و اللعب بعد الجد، و قرع الصفاة و صدع القناة ، و [ختل ] خطل الاراء و زلل الاهواء؛ (لبئس ما قدمت لهم أنفسهم أن سخط الله علیهم و فی العذاب هم خالدون ) سوره مائدة (5)، آیه 80. لا جرم لقد قلدتهم ربقتها، و حملتهم أوقتها، و شننت علیهم [عارها] غارتها؛ فجدعا و عقرا و بعدا للقوم الظالمین.
ویحهم ! أنی زحزحوها عن رواسی الرسالة ، و قواعد النبوة و الدلالة ، و مهبط الروح الامین، والطبین [الطبن ] بأمور الدنیا و الدین ؟ (ألا ذلک هو الخسران المبین ) .سوره زمر (39)، آیه 15.
و ما الذی نقموا من أبی الحسن (ع) ؟! نقموا والله منه نکیر سیفه، و قلة مبالاته لحتفه، و شدة وطأته، و نکال وقعته، و تنمره فی ذات الله.