ثم رمت بطرفها نحو الانصار فقالت [لهم ]:
یا معشر النقیبة [الفتیة البقیة ]، و أعضاد الملة ، و حضنة الاسلام، ما هذه الغمیزة فی حقی و السنة عن ظلامتی ؟ أما کان رسول الله (ص) أبی یقول: "المرء یحفظ فی ولده"؟ سرعان ما أحدثتم، و عجلان [ما أتیتم ] ذا اهالة ، و لکم طاقة بما أحاول، و قوة علی ما أطلب و أزاول.
أتقولون مات محمد(ص) ؟ فخطب جلیل، استوسع وهنه [وهیه ]، واستنهر فتقه، و انفتق رتقه، و أظلمت الارض لغیبته، وانتثرت النجوم لمصیبته، و أکدت الامال، و خشعت الجبال، و أضیع الحریم، و أزیلت الحرمة عند مماته، فتلک والله النازلة الکبری، و المصیبة العظمی، لا مثلها نازلة ، و لا بائقة عاجلة ، أعلن بها کتاب الله جل ثناؤه فی أفنیتکم، فی ممساکم و مصبحکم، هتافا و صراخا، و تلاوة و الحانا؛ و لقبله ما حل بأنبیاء الله و رسله، حکم فصل و قضاء حتم: (و ما محمد الا رسول قد خلت من قبله الرسل أفان مات أو قتل انقلبتم علی أعقابکم و من ینقلب علی عقبیه فلن یضر الله شیئا و سیجزی الله الشاکرین ) سوره آل عمران (3)، آیه 144.
أیها بنی قیلة ! أ أهضم تراث أبی ؟ و أنتم بمرأی منی و مسمع، و منتدی و مجمع؛ تلبسکم الدعوة ، و تشملکم الخبرة ، و أنتم ذوو العدد و العدة و الاداة و القوة ، و عندکم السلاح و الجنة ؛ توافیکم الدعوة فلا تجیبون، و تأتیکم الصرخة فلا تغیثون، و أنتم موصوفون بالکفاح ، معروفون بالخیر و الصلاح ، و النخبة التی انتخبت، و الخیرة التی اختیرت لنا أهل البیت.
قاتلتم العرب، و تحملتم الکد و التعب، و ناطحتم الامم و کافحتم البهم؛ لانبرح أو تبرحون نأمرکم فتاءتمرون.