والمسؤولین فی الدفاع عن حقوق الشعب أمام السلطة و رجال الحکم.
فی الماضی کان هذا المنصب فی ید السلاطین و رؤساء الحکومات، و لکن التجربة البشریة أثبتت أن تقسیم السلطات یقلل من مساوئ الحکم. و لهذا یفترض ان یکون هذا الامر الی القضاة و ان یکون مستقلا عن عمل الحکومة .
الکثیر من الفقهاء لایجیزون تصدی غیر المجتهد الجامع للشرائط لمنصب القضاء، و هذا موافق للاحتیاط أیضا. و ینبغی أن یکون القضاء أیضا فی ید من لایدخل فی تنافس مع أبناء الشعب فی القضایا الاجتماعیة أو السیاسیة، و أن لایکون من ذوی المیول والاتجاهات الحزبیة والفئات السیاسیة .
و أفضل السبل لاختیار مسؤولی القضاء الرجوع الی آراء ذوی النظر فی الشؤون الحقوقیة والقضائیة أو الرجوع الی الرأی العام.
أ - القضاء و شروطه
مهمة القضاء أصعب المهام و أکثرها تعرضا للمحاسبة یوم القیامة ؛ لان أدنی ظلم یرتکبه القاضی یؤاخذ علیه أمام الله. و قد وردت فی الاحادیث تأکیدات کثیرة علی آداب المحاکمات والعدالة فی سلوک القاضی. و من ذلک أن الامام الصادق (ع) قال فی تصنیف القضاء: ان القضاة أربعة ؛ ثلاثة فی النار و واحد فی الجنة : رجل قضی بجور و هو یعلم، فهو فی النار. و رجل قضی بجور و هو لایعلم فهو فی النار، و رجل قضی بالحق و هو لایعلم فهو فی النار، و رجل قضی بالحق و هو یعلم فهو فی الجنة .الحر العاملی، وسائل الشیعة، الباب 4 من أبواب صفات القاضی، ج 27، ص 22، الحدیث 6.
ان صعوبة هذه المهمة جعل الکثیر من الفقهاء العظام یترددون فی التصدی لها؛ لان اجراء الکثیر من أحکام الله یختص بزمان وجود الامام المعصوم (ع).
یقوم أساس القضاء فی الاسلام علی مبدأ تحقیق العدالة والدقة فی حقوق الناس، مع تفویض الکثیر من الصلاحیات للقاضی للعفو فی ما یخص حق الله، أو منع اثبات الجرم.
.jpg)
