صفحه ۵۱۰

روی عن الامام علی (ع) أنه قال: "اقم الناس علی سنتهم و دینهم... و تعاهد ثغورهم و اطرافهم".الامدی، غرر الحکم، ج 2، ص 215، الحدیث 2419.

و لکن رغم کل ذلک ینبغی أن لایغیب عن الاذهان أن نجاح عمل القوات المسلحة و قوی الامن یتوقف علی تعاون الشعب، و مسایرتهم له. و هذا ما یدعوهم الی الابتعاد عن أسالیب الظلم والشدة والتدخل فی الشؤون الشخصیة للافراد، مع التغاضی عن الهفوات و عدم الخوض فی الصراعات الحزبیة والفئویة .

ه - الامن والمخابرات

من الاجهزة التی تمارس بها الحکومة دورها و اشرافها علی طریق تحقیق أهداف المجتمع، هو جهاز الامن والمخابرات. و هو طبعا من الاجهزة الحساسة التی تتوقف ثقة الشعب بالحکومة أو عدمها علی کفأتها و حسن أدائها. و من المعروف أن تطور وسائل الاتصال عقد مهمة ضبط الامن. و من الطبیعی ان کل شعب لدیه أسرار یجب أن تبقی طی الکتمان؛ لما لها من أهمیة فی تقدم البلد أو تخلفه، سواء کانت من نوع الاسرار العسکریة أو الاقتصادیة أو العلمیة أو السیاسیة أو التقنیة .

فی العصر الذی نعیش فیه یحتل الامن مکانة مهمة . ویفترض بالمجتمع الاسلامی أن لاینسی موقعه فی هذا التنافس والصراع. و علی الحکومة الاسلامیة بصفتها ممثلا عن شعبها ان تهتم بالامن آخذة بنظر الاعتبار دوره فی استقرار البلد أو اثارة الاضطرابات فیه. و ان تستفید من التجارب البشریة فی الجانب الایجابی والمشروع منها.

لقد دعا الاسلام منذ مطلع ظهوره و اقامة دولته فی مدینة النبی (ص) الی الاخذ بأسالیب حفظ الامن التی کانت متبعة فی ذلک الوقت. و هذا ما یلاحظ وجوده فی الاثار المتبقیة منذ ذلک الوقت، مثل کلمات العیون، و "العین" والشرطة، والعرفاء، و ما الی ذلک، التی تشیر الی أجهزة الامن والاستخبارات.

ناوبری کتاب