صفحه ۵۰۷

أ - تأسیس و ادارة القوات المسلحة

دعا القرآن الکریم صراحة الی اعداد القوة العسکریة : (و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة و من رباط الخیل ترهبون به عدو الله و عدوکم و آخرین من دونهم لا تعلمونهم الله یعلمهم ) .سورة الانفال (8)، الایة 60. و هذه الدعوة تبدو رد فعل طبیعی لایغمض عینیه عن الواقع فی عالم یحتکم فیه کل شئ الی القوة و الی السلاح .

و رغم أن الدین یتطلع الی بناء عالم یخلو من الصراعات والحروب، و هو بطبیعة الحال عالم لایحتاج الی کثیر من اعدادات القوة العسکریة، و لکن هذا العالم الملئ بالقوی العسکریة المجهزة بأحدث الاسلحة المدمرة، لایمکن للعالم الاسلامی أن یتوانی أو یتهاون فی تجهیز نفسه بالقوة العسکریة اللازمة للدفاع عن کیانه و عن کرامة المسلمین.

و أما علی الصعید الداخلی للدولة الاسلامیة فلابد أیضا من وجود قوة قادرة علی ردع الظالمین و حمایة المظلومین. و ظالما کان هناک تعد علی حقوق الاخرین، فلابد من وجود قوة مسلحة تردع الظالمین عن التعدی علی المظلومین.

من المعروف أن الواجب الاساسی للدولة بسط الامن الاجتماعی والاقتصادی والسهر علی أموال الناس و أرواحهم، و لابد طبعا أن تکون لدی الدولة الاسلامیة الوسائل المناسبة للنهوض بهذه المهمة .

ب - الجهاد والدفاع

سبق - عند الحدیث عن أهداف الحکومة - أن احدی الضرورات التی دفعت الانسان الی اقامة الدولة والحکومة هی الحاجة الی الدفاع عن المجتمع و مصالحه ضد أی عدوان. و انطلاقا من هذه الرؤیة أقر الاسلام مبدأ الدفاع والجهاد الدفاعی، لکی یکون توازن القوی سببا لازالة أو تقلیل احتمالات التفکیر بالهجوم والعدوان علی الغیر. و اذا کان

ناوبری کتاب