صفحه ۵۰۴

جاء فی روایة عن الامام الباقر(ع) أنه قال: "التقیة فی کل شئ یضطر الیه ابن آدم، فقد احله الله له".الکلینی، الکافی، ج 2، ص 220، الحدیث 18. و روی عن الامام الصادق (ع): "ان تسعة اعشار الدین فی التقیة ولادین لمن لا تقیة له".المصدر السابق، ج 2، ص 217، الحدیث 2. و قال "کلما تقارب هذا الامر کان أشد للتقیة".المصدر السابق، ج 3، ص 220، الحدیث 17.

و جاء فی روایة ان الامام الصادق (ع) حذر هشام بن الحکم من الاتیان بعمل یکون سببا للملامة أو مدعاة للاساءة لاهل البیت، قال الامام فی هذه الروایة : "... صلوا فی عشائرهم و عودوا مرضاهم و اشهدوا جنائزهم و لایسبقونکم الی شئ من الخیر؛ فأنتم أولی به منهم. والله ما عبدالله بشئ أحب الیه من الخباء. فقال الراوی قلت: و ما الخباء؟ قال (ع): التقیة".المصدر السابق، ج 2، ص 219، الحدیث 11؛ الحر العاملی، وسائل الشیعة، ج 16، ص 219، الحدیث 2.

لابد أیضا من الالتفات الی أن ما ینبغی أن یؤخذ بنظر الاعتبار، مصالح العالم الاسلامی علی الصعید الدولی؛ و ذلک لان الکثیر من الساسة فی العالم أو المفکرین غیر المسلمین قد وقعوا تحت تأثیر السلوک المغلوط لبعض المسلمین علی مدی التاریخ - من قبیل الممارسات الدمویة القاسیة التی کانت ترتکب فی أیام الدولة العثمانیة والصفویة، أو فی أیام بنی أمیة و بنی العباس، أو ما یقترف الیوم من جرائم باسم الاسلام - و هو ما یحملهم علی تکوین صورة غیر واقعیة عن الاسلام و أحکامه. و لعلهم لا ذنب لهم فی هذا التصور. و لهذا فان واجب قطاع الاعلام فی الدولة الاسلامیة هو ارأة صورة دقیقة وصحیحة عن الاسلام، من أجل تبدیل أیة دوافع لمعارضة أحکام الاسلام، و لکی لاتتکون لدی علماء العالم صورة سیئة عن أحکام الاسلام النیرة .

و هذا بطبیعة الحال طریق طویل و شاق. و اذا کان هذان العاملان یحولان دون اتخاذ الطرق الصحیحة للوصول الی هذه الغایة، فسوف تطول مدة وجوب التقیة، و تمتد حالة الاضطرار للعمل بالاحکام الثانویة والمتطابقة مع المصالح العامة للمسلمین. و مسؤولیة ذلک تقع علی عاتق أولئک الذین یتوانون عن وضع الخطط الطویلة المدی، و یکتفون

ناوبری کتاب